تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٦٨
فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين * (193) * الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين * (194) * وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين * (195) * وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدى محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب * (196) * الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولى الألباب * (197) * ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفت فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هديكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين * (198) * ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس
____________________
ليخرج الشيوخ والصبيان والنساء (ولا تعتدوا) عما حد الله في القتل (إن الله لا يحب المعتدين واقتلوهم حيث ثقفتموهم) وجدتموهم في حل أو حرم (وأخرجوهم من حيث أخرجوكم) أي مكة (والفتنة أشد من القتل) أي شركهم وصدهم إياكم عن الحرم أعظم من قتلكم إياهم فيه (ولا تقاتلوهم (1)) تفاتحوهم بالقتال (عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم (2) فيه (3) فإن قاتلوكم (4) فاقتلوهم) فإنهم هم الذين هتكوا حرمة الحرم (كذلك) الجزاء (جزاء الكافرين) يفعل بهم كفعلهم (فإن انتهوا) عن القتال والشرك (فإن الله غفور رحيم) بهم (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة) شرك (ويكون الدين) الطاعة والعبادة (لله) وحده (فإن انتهوا) عن الشرك (فلا عدوان إلا على الظالمين) فلا تعتدوا على المنتهين وسمي جزاء الظلم ظلما للمشاكلة كاعتدوا عليه (الشهر الحرام بالشهر الحرام) أي إذا قاتل المشركون في الشهر الحرام جاز قتالهم فيه (والحرمات قصاص) يجري فيها القصاص فلما هتكوا حرمة شهركم فافعلوا بهم مثله (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله) فلا تعتدوا في الانتصار (واعلموا أن الله مع المتقين) فينصرهم (وأنفقوا) من أموالكم (في سبيل الله) في وجوه البر والجهاد (ولا تلقوا بأيديكم) أي أنفسكم (إلى التهلكة) بالإسراف وكل ما يؤدي إلى الإهلاك (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) أي المقتصدين (وأتموا الحج والعمرة) ائتوا بهما تامين كاملين (لله) لوجه الله خالصا (فإن أحصرتم) منعكم خوف أو مرض بعد ما أحرمتم (فما استيسر من الهدى) فعليكم إذا أردتم التحليل ما تيسر من الأنعام تبعثونه (ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله) مكانه الذي ينحر فيه وهو في المرض للحاج منى يوم النحر وللمعتمر مكة في الساعة التي وعد المبعوث معهم وفي العدو مكانه الذي صد فيه حين يريد الإحلال (فمن كان منكم مريضا) مرضا محوجا للحلق (أو به أذى من رأسه (6)) كقمل أو غيره (ففدية) أي فحلق فالواجب فدية (من صيام) ثلاثة أيام (أو صدقة) على عشرة مساكين لكل مد وروي ستة لكل مدان (أو نسك) ذبح شاة (فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة) استمتع بعد التحلل من عمرته بإباحة ما حرم عليه (إلى الحج) إلى أن يحرم بالحج (فما استيسر من الهدي) شاة (فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج) في أيامه أي في ذي الحجة (وسبعة إذا رجعتم) إلى أهاليكم فإن أقام بمكة انتظر وصول أهل بلده ثم يصوم ما لم يتجاوز شهرا فيجتزى به (تلك عشرة كاملة) في بدلية الهدي لا تنقص عن الأضحية الكاملة أو تأكيد آخر مبالغة في حفظ العدد (ذلك) أي التمتع (لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام) من كان منزله على ثمانية وأربعين ميلا منه (واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب الحج) أي وقته (أشهر معلومات) معروفات هي شوال وذو القعدة وذو الحجة وقيل تسعة من ذي الحجة بليلة النحر وقيل العشرة فالجمع لإقامة البعض مقام الكل أو لاستعماله فيما فوق الواحد وبناء الخلاف أن المراد بوقته وقت أفعاله وإحرامه

(1) - وا تقتلوهم.
(2) - يقتلوكم.
(3) - فيهى.
(4) - قتلوكم.
(5) - عليهى.
(6) رأسه.
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»