تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٥٠
قردة خاسئين * (65) * فجعلناها نكلا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين * (66) * وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجهلين * (67) * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان ين ذلك فافعلوا ما تؤمرون * (68) * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر النظرين * (69) * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشبه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون * (70) * قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقى الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الان جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون * (71) * وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون * (72) * فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيى الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون * (73) * ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون * (74) *
____________________
(فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين (1)) مبعدين من كل خير (فجعلناها) أي المسخة (نكالا) عقوبة (لما بين يديها) ما قبلها (وما خلفها) ما بعدها من الأمم أو لمعاصريهم ومن بعدهم أو لأجل ذنوبهم المتقدمة والمتأخرة (وموعظة للمتقين) من قومهم أو كل متق سمعها (وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم (2) أن تذبحوا بقرة) قيل كان فيهم شيخ مؤسر فقتل ابنه بنو أخيه ليرثوه وطرحوه على باب المدينة وطالبوا بدمه فأمرهم الله أن يذبحوا بقرة ويضربوه ببعضها فيحيا ويخبرهم بقاتله وقيل قتلوا الشيخ وعن الصادق (عليه السلام) قتله ابن عمه ليتزوج ابنته وقد خطبها فرده وزوجها غيره (قالوا أتتخذنا هزوا (3)) سخرية نأتيك بقتيل فتقول اذبحوا بقرة (قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين) أنسب إلى الله ما لم يقل لي (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي (4)) ما صفتها (قال إنه) إن الله (يقول) بعد ما سأل ربه (إنها بقرة لا فارض ولا بكر) لا كبيرة ولا صغيرة (عوان بين ذلك) وسط بين الفارض والبكر (فافعلوا ما تؤمرون (5) قالوا ادع لنا يبين لنا ما لونها قال إنه يقول: إنها بقرة صفراء فاقع لونها) حسن الصفرة ليس بناقص ولا مشبع (تسر الناظرين) لحسنها (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي (6)) ما صفتها يزيد في صفتها (إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون) إلى المراد من ذبحها أو القائل روى أنهم لو لم يستثنوا لما تبينت لهم أبدا (قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض) لم تذلل لإثارة الأرض (ولا تسقي الحرث) ولا هي مما تجر الدلاء وتدير النواعير (مسلمة) من العيوب كلها (لا شية فيها) لا لون فيها من غيرها (قالوا الآن جئت (7) بالحق فذبحوها) بعد ما اشتروها بملء ء جلدها ذهبا (وما كادوا يفعلون) من عظم ثمنها وكانت ليتيم وكانت البقرة حينئذ بثلاثة دنانير قيل كاد كباقي سائر الأفعال في الأصح فلا ينافي الذبح عدم مقاربته لاختلاف وقتيهما إذ المعنى ما قاربوا الفعل حتى انتهت سؤالاتهم ففعلوا (وإذ قتلتم نفسا) خوطب الجميع لوجود القتيل فيهم (فادارأتم (9) فيها) فاختلفتم وتدافعتم في القتل (والله مخرج ما كنتم تكتمون) من خبر القاتل وإرادة تكذيب موسى (فقلنا اضربوه ببعضها) اضربوا المقتول بذنب البقرة ليحيى ويخبر بقاتله (كذلك يحيي الله الموتى (10)) في الدنيا والآخرة كما أحيا الميت بملاقاة ميت آخر (ويريكم آياته لعلكم تعقلون) أن القادر على إحياء نفس قادر على

(1) - خاسيين: بابدال الهمزة ياء.
(2) إذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم بضم الميم وسكون الراء.
(3) هزا قف - هزوا قف - هزا صل.
(4) ماهية وقفا.
(5) تومرون.
(6) ماهية.
(7) جيت.
(8) - هنا سقط وخلل وعبارة القاضي كذا كاد من أفعال المقاربة وضع لدنو الخبر حصولا لارجاء فإذا دخل عليه النفي قيد معناه الاثبات مطلقا وقيل ماضيا والصحيح أنه كسائر الافعال ولا ينافي قوله (وما كادوا يفعلون) قوله: (فذبحوها) لاختلاف وقتيهما إذ المعنى أنهم ما قاربوا أن يفعلوا حتى انتهت سؤالاتهم وانقضت مقالاتهم ففعلوا كالمضطر الملجأ إلى الفعل (كتبه نصر الله التقوى).
(9) - فأدرأتم.
(10) الموتى: بكسر التاء.
(٥٠)
مفاتيح البحث: الموت (2)، الصّلاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»