تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٦٦
ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون * (179) * كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين * (180) * فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم * (181) * فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم * (182) * يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون * (183) * أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون * (184) * شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون * (185) * وإذا سألك عبادي عنى فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون * (186) *
____________________
عذاب أليم ولكم في القصاص حياة) لأن من علم أن القصاص واجب لا يجترئ على القتل (يا أولى الألباب) نودوا للتأمل في حكمة القصاص (لعلكم تتقون) القتل خوفا من القصاص (كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت) ظهرت أسبابه وأماراته (إن ترك خيرا) مالا كثيرا (الوصية) مرفوع بكتب وتذكيره بتأويل أن توصوا (للوالدين والأقربين بالمعروف) بالعدل فلا يتجاوز الثلث ولا يفضل الغني ولا يضر الوارث (حقا) مصدر مؤكد أي حق ذلك حقا (على المتقين) قيل وجوبها منسوخ وجوازها واستحبابها باق (فمن بدله) غير ذلك الإيصاء (بعد ما سمعه) وتحققه (فإنما إثمه) إثم التبديل (على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم) وعيد للمبدل (فمن خاف (1)) توقع وعلم (من موص (2) جنفا) ميلا عن الحق في الوصية خطأ (أو إثما) تعمدا للجنف (فأصلح بينهم) بالرد إلى الحق (فلا إثم عليه) في تبديل الباطل إلى الحق بخلاف العكس (إن الله غفور) للمذنب (رحيم) به فكيف للمصلح المستحق الأجر (يا أيها الذين آمنوا كتب) فرض (عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) أي الأنبياء والأمم من لدن آدم والتشبيه في أصل الصوم وقيل في العدد والوقت (لعلكم تتقون) به المعاصي فإنه يقمع الشهوة كما قال خصاء أمتي الصوم (أياما معدودات) محصورات أو قلائل ونصبها بالصيام (فمن كان منكم مريضا) بحيث يضر به الصوم (أو على سفر) راكب سفر (فعدة) فعليه صوم عدة أيام المرض والسفر (من أيام أخر) وهو صريح في الوجوب ودعوى أنه رخصة بإضمار فأفطر تعسف (وعلى الذين يطيقونه) هم الذين يكون الصيام بقدر طاقتهم ويكونون معه على مشقة وعسر خيرهم بين الفدية وبين الصوم إذ لا يكلف إلا بما دون الطاقة (فدية) عن كل يوم (طعام مسكين (3)) إن أفطروا (فمن تطوع (4) خيرا) زاد في مقدار الفدية (فهو خير له وأن تصوموا) أيها المطيقون (خير لكم) من الفدية وتطوع الخير (إن كنتم تعلمون) منهم وقيل كان القادرون على الصوم مخيرين بينه وبين الفدية ثم نسخ بقوله فمن شهد وقيل غير منسوخ بل المراد به الحامل المقرب والمرضع القليلة اللبن ومن كان يطيقه ثم أصابه كبر أو عطاش فصار لا يطيقه إلا بمشقة وهو المروي عن أئمتنا (عليهما السلام) (شهر رمضان) خبر محذوف أي الأيام المعدودات أو مبتدأ خبره (الذي أنزل فيه القرآن (5)) نزل فيه جملة واحدة إلى البيت المعمور ثم نزل في طول عشرين سنة أو ابتداء إنزاله فيه وأنزل في شأنه (هدى (6)) هاد (للناس وبينات) آيات واضحات (من الهدى والفرقان) مما يهدي إلى الحق ويفرق بينه وبين الباطل (فمن شهد) حضر غير مسافر ولا مريض (منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر) تأكيدا لوجوب الإفطار والقضاء (يريد الله بكم اليسر (7)) في جميع أموركم (ولا يريد بكم العسر (7)) فلذا أمر بالإفطار في السفر والمرض (ولتكملوا (8) العدة أيام الشهر بالصيام (ولتكبروا

(1) - خيف.
(2) - من موسى: بفتح الواو وتشديد الصاد.
(3) - طعام - بكسر الميم - مساكين.
(4) - يطوع.
(5) - فيه القران.
(6) - هدى بكسر الدال.
(7) اليسر بضم السين.
(8) ولتكملوا بتشديد الميم.
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»