____________________
في عبادة غيره (فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه (1) النار وما للظالمين من أنصار) أي ما لهم ناصر وعبر بالظاهر إيذانا بأنهم ظلموا بإشراكهم وهو من قول عيسى أو كلام الله (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث) آلهة (ثلاثة) أي أحدها والآخران عيسى وأمه (وما) في الوجود (من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم) من للبيان وعدل عن وليمسنهم تكريرا للشهادة بكفرهم أو للتبعيض أي الذين بقوا منهم على الكفر لأن منهم من تاب (عذاب أليم) مؤلم (أفلا يتوبون إلى الله) مما هم فيه (ويستغفرونه) يوحدونه (والله غفور رحيم) ترغيب لهم (ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت) مضت (من قبله الرسل) فهو مثلهم ليس بإله (وأمه صديقة (2)) بين غاية كمالهما وأنه لا يوجب إلهيتهما ثم بين نقصهما المنافي للألوهية بقوله (كانا يأكلان الطعام) ويحتاجان إليه كغيرهما (انظر كيف نبين لهم الآيات) الدالة على بطلان قولهم (ثم انظر أنى يؤفكون (3)) كيف يصرفون عن تدبرها (قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا) يعني عيسى فإنه كسائر عباد الله لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا إلا بتمليك الله فكيف لغيره، وعبر عنه بما تبعيدا له عن مرتبة الألوهية وقدم الضر لأن التحرز عنه أهم من تحري النفع (والله هو السميع) للأقوال (العليم) بالأحوال (قل يا أهل الكتاب لا تغلوا) لا تجاوزوا الحق (في دينكم) غلوا (غير الحق) فترفعوا عيسى وتجعلوه إلها أو تضعوه وتجعلوه لغير رشدة. أو خطاب للنصارى فقط (ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا) عن الحق وهم أسلافهم (من قبل) قبل بعث محمد (وأضلوا كثيرا) تبعهم في ضلالهم (وضلوا) حين بعثه (صلى الله عليه وآله وسلم) فكذبوه (عن سواء السبيل) الطريق المستقيم أي الإسلام (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم) لعن داود أهل أيلة حين اعتدوا في السبت فمسخوا قردة ولعن عيسى أصحاب المائدة حين كفروا فمسخوا خنازير (ذلك) اللعن (بما عصوا وكانوا يعتدون) بسبب عصيانهم واعتدائهم (كانوا لا يتناهون) لا ينهى بعضهم بعضا أو لا ينتهون (عن منكر فعلوه) عن معاودته أو عن مثله (لبئس (4) ما كانوا يفعلون) قسم مؤكد لذم فعلهم (ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا) يوالون المشركين بغضا لك (لبئس (4) ما قدمت لهم أنفسهم) من الزاد لمعادهم (أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون (6) بالله والنبي (7)) محمد أو موسى (وما أنزل إليه) القرآن أو التوراة (ما اتخذوهم أولياء) لمنع الإيمان ذلك (ولكن كثيرا منهم فاسقون) خارجون عن الإيمان (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا) لتضاعف كفرهم وفرط بغضهم للحق وحسدهم للنبي (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا