تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٤٨
لمن الآثمين * (106) * فإن عثر على أنهما استحقا إثما فاخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأولين فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهدتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين * (107) * ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا أن ترد أيمن) * بعد أيمنهم واتقوا الله واسمعوا والله لا يهدى القوم الفاسقين * (108) * يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علم الغيوب * (109) * إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا) * بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين * (110) * وإذ أوحيت إلى الحوارين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون * (111) * إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين * (112) *
____________________
(وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا) من الدين وتمسكهم بالتقليد دليل نقص عقلهم (أولو) همزة إنكار دخلت على واو الحال أي حسبهم ذلك ولو (كان آباؤهم لا يعلمون شيئا) من الحق (ولا يهتدون) إليه (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم) الزموا صلاحها ونصب أنفسكم بعليكم لأنه اسم لالزموا (لا يضركم من ضل) أي الضلال (إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون) فيجازي كلا بعمله (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم) أي الأشهاد الذي شرع بينكم وأضيفت إلى الظرف اتساعا (إذا حضر أحدكم الموت) أي أسبابه ظرف للشهادة (حين الوصية) بدل منه (اثنان) خبر شهادة بحذف مضاف أو فاعلها أي عليكم أن يشهد اثنان (ذوا عدل منكم) مسلمان وهما صفتان (أو آخران) عطف على اثنان وظاهره اعتبار عدالتهما في دينهما (من غيركم) من أهل الذمة ولا تسمع شهادتهم إلا في هذه القضية عندنا (إن أنتم ضربتم) سافرتم (في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت) أي قاربتم والجزاء محذوف دل عليه أو آخران (تحبسونهما) تقفونهما صفة آخران والشرط اعتراض يفيد أنه لا يعدل عن المسلمين إلا إذا تعذر مطلقا أو في سفر فقط (من بعد الصلاة) صلاة العصر كما روي لاجتماع الناس حينئذ أو أي صلاة (فيقسمان بالله إن ارتبتم) إن ارتاب الوارث وهو اعتراض يخصص القسم بحال الريبة (لا نشتري به) لا نستبدل بالقسم أو بالله (ثمنا) عوضا من الدنيا بأن يحلف به كاذبا لأجله (ولو كان) المقسم له (ذا قربى (1)) قريبا منا (ولا نكتم شهادة الله) التي أمرنا بأدائها (إنا إذا لمن الآثمين) أي إن كتمنا (فإن عثر) أطلع (على أنهما استحقا إثما) بخيانة وتحريف (فآخران يقومان مقامهما) في الحلف (من الذين استحق عليهم (2)) جئ عليهم وهم الورثة الأوليان الأحقان بالشهادة خبر محذوف أي هما (الأوليان (3) فيقسمان بالله لشهادتنا أحق) أصدق (من شهادتهما وما اعتدينا) وما تجاوزنا الحق فيها (إنا إذا) إذا اعتدينا (لمن الظالمين) أنفسهم (ذلك) الحكم المذكور (أدنى (4)) أقرب إلى (أن يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا) أدنى إلى أن يخافوا (أن ترد أيمان بعد أيمانهم) على الورثة المدعين فيحلفوا على كذبهم فيفتضحوا (واتقوا الله) أن تكذبوا أو تخونوا (واسمعوا) وصية سماع قبول (والله لا يهدي القوم الفاسقين) الخارجين عن طاعته إلى حجته أو الجنة (يوم يجمع الله الرسل) ظرف لأذكر مضمرا (فيقول) لهم توبيخا لقومهم (ماذا) في موضع المصدر أي إجابة (أجبتم قالوا) تشكيا وردا للأمر إلى علمه بما كابدوا منهم (لا علم لنا) بما أنت تعلمه أي لا حاجة إلى شهادتنا (إنك أنت علام الغيوب (5) إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس (6))

(1) قربى. بكسر الباء بعدها ياء.
(2) استحق: بضم التاء وكسر الحاء - عليهم بكسر الهاء والميم - عليهم بضم الهاء والميم.
(3) الأولين.
(4) أدنى.
(5) الغيوب: بكسر الغين.
(6) القدس. بسكون الدال.
(١٤٨)
مفاتيح البحث: الظلم (1)، الموت (1)، الشهادة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»