تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٥٥
وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولى ولا شفيع لعلهم يتقون * (51) * ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شئ وما من حسابك عليهم من شئ فتطردهم فتكون من الظالمين * (52) * وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين * (53) * وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهلة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم * (54) * وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين * (55) * قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين * (56) * قل إني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفصلين * (57) * قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضى الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين * (58) * وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمت الأرض ولا رطب ولا يابس
____________________
(وأنذر به) أي بالذي يوحى (الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم) من عصاة المؤمنين أو كل مقر بالبعث من مسلم أو كتابي أو مجوز له ولو متردد (ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع) حال من يحشروا (لعلهم يتقون) كي يخافوا ويتوبوا (ولا تطرد الذين يدعون ربهم) يعبدونه (بالغداة (1) والعشي) بالدوام في صلاة الصبح والعصر (يريدون وجهه) حال أي يدعونه مخلصين فيه رد على المشركين القائلين أنؤمن لك واتبعك الأرذلون وطعنوا في إيمان الفقراء وقالوا إن إيمانهم إنما هو للطمع من المال والرفعة وسألوا رسول الله أن يطردهم فنزلت (ما عليك من حسابهم من شئ) فتستحقر أعمالهم أو تطعن في إيمانهم (وما من حسابك عليهم (2) من شئ) أي كما أن حسابك ليس عليهم وإنما ذكر هذا استطرادا لتكون الجملتان بمنزلة قوله ولا تزر وازرة وزر أخرى (فتطردهم) جواب النفي (فتكون من الظالمين) جواب النهي والمخاطب بالآية الرسول، والمراد توبيخ المشركين والآية نظير قوله تعالى قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون قال وما علمي بما كانوا يعملون إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون وما أنا بطارد المؤمنين (وكذلك) الفتن (فتنا) ابتلينا (بعضهم ببعض) الغني والشريف بالفقير والوضيع بأن وفقناه للسبق بالإيمان (ليقولوا) أي الأغنياء إنكارا واللام للعاقبة أو للعلة بتضمين فتنا معنى خذلنا (أهؤلاء) الفقراء (من الله) أنعم (عليهم (2)) بالتوفيق للخير (من بيننا) دوننا ونحن الرؤساء وهم الضعفاء لو كان خيرا ما سبقونا إليه (أليس الله بأعلم بالشاكرين) فيوفقهم (وإذا جاءك الذين يؤمنون (3) بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة) نزلت فيمن أذنب ثم تاب (أنه) بدل من الرحمة وعلى الكسر استئناف (من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح) بالتدارك (فإنه (4) غفور رحيم) به (وكذلك) التفضيل (نفصل الآيات) نبين آيات القرآن ليظهر الحق (ولتستبين سبيل (5) المجرمين) بالتاء خطابا للنبي وبالياء (قل إني نهيت) عن (أن أعبد الذين تدعون) تعبدونهم أو تسمونهم آلهة (من دون الله قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت إذا) إن اتبعت أهواءكم (وما أنا من المهتدين) تعريض بهم (قل إني على بينة) حجة واضحة (من ربي) من معرفته أو كائنة منه (وكذبتم به) بربي حيث أشركتم به أو بالبينة بمعنى القرآن (ما عندي ما تستعجلون به) من العذاب (إن الحكم إلا لله) في عذاب وغيره (يقص) القصص (الحق) وقرئ يقضي الحق (وهو خير الفاصلين) القاضين (قل لو أن عندي) في قدرتي (ما تستعجلون به) من العذاب (لقضي الأمر بيني وبينكم) بأن أهلككم فاستريح ولكنه من عند الله (والله أعلم بالظالمين) وبما توجبه الحكمة من أخذهم وإمهالهم (وعنده مفاتح الغيب) ما يتوصل به إليه مستعار من المفاتيح جمع مفتح بكسر الميم وهو المفتاح أي هو المتوصل إليه وحده أو خزائنه جمع مفتح بالفتح وهو المخزن (لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة)

(1) بالندوة: بضم الغين وسكون الدال وفتح الواو.
(2) عليهم: بضم الهاء.
(3) يؤمنون.
(4) فإنه: بهمزة مكسورة بعد الفاء.
(5) ليستبين سبيل: بفتح اللام قبلها ياء.
(١٥٥)
مفاتيح البحث: الظلم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»