تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٤٩
قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين * (113) * قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين * (114) * قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين * (115) * وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علم الغيوب * (116) * ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد * (117) * إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم * ( 118) * قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم * (119) * لله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شئ قدير * (120) *
____________________
جبرئيل أو ملك أعظم منه أو روحك المطهرة من الأدناس (تكلم الناس في المهد) طفلا (وكهلا) بلا تفاوت في كمال العقل (وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير (1) بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا (2) بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني) فسر في آل عمران (وإذ كففت بني إسرائيل) اليهود (عنك) عن قتلك (إذ جئتهم بالبينات) المعجزات (فقال الذين كفروا منهم إن) ما (هذا) الذي جئت به (إلا سحر مبين وإذ أوحيت إلى الحواريين) أمرتهم على ألسنة رسلي (أن آمنوا بي وبرسولي) أن مصدرية أو مفسرة (قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون) مخلصون (إذ قال الحواريون) معمول لا ذكر مضمرا (يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله) أن تقترحوا عليه (إن كنتم مؤمنين (3)) كما ادعيتم (قالوا نريد) سؤالها من أجل (أن نأكل (4) منها وتطمئن قلوبنا) تسكن بزيادة اليقين (ونعلم أن) مخففة (قد صدقتنا) في ادعاء الرسالة (ونكون عليها من الشاهدين) لله بالوحدانية ولك بالرسالة عند من لم يحضرها (قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا) قال كان يوم نزولها يوم عيد الأحد (لأولنا) أهل زماننا بدل من لنا بإعادة الجار (وآخرنا) من يأتي بعدنا (وآية) كائنة (منك) على قدرتك (وارزقنا) إياها أو شكرها (وأنت خير الرازقين قال الله) مجيبا لهم (إني منزلها) بالتخفيف والتشديد (عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه) الهاء للمصدر (أحدا من العالمين) فنزلت الملائكة بها عليها سبعة أرغفة وسبعة أحوات فأكلوا منها، وروي أنها كانت تنزل فيأكلون منها ثم ترفع فمنع مترفوهم سفلتهم منها فرفعت ببغيهم ومسخوا قردة وخنازير (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت (5) قلت للناس اتخذوني وأمي (6) إلهين من دون الله قال سبحانك) تنزيها لك أن يكون لك شريك (ما يكون) ما ينبغي (لي (7) أن أقول ما ليس لي بحق) أن أقول قولا لا يحق لي أن أقوله (إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك) أي معلوماتك وذكر النفس للمشاكلة (إنك أنت علام الغيوب) يقرر الجملتين منطوقا ومفهوما (ما قلت لهم إلا ما أمرتني به) أقر بأنه عبد مأمور (أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا) رقيبا أمنعهم أن يقولوا ذلك (ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم) تحفظ أعمالهم وتطلع على حالهم (وأنت على كل شئ شهيد) مطلع عالم به (إن تعذبهم فإنهم عبادك) الأحقاء بالعذاب إذ عبدوا غيرك (وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) المنيع القادر على الثواب والعقاب بمقتضى الحكم (قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم) بعملهم (ورضوا عنه) بثوابه (ذلك) أي ما عدد من النفع هو (الفوز العظيم) إذ فيه سعادة الأبد (لله ملك السماوات والأرض وما فيهن) من ذلك عيسى وأمه وغلب غير العقلاء لفرط بعدهم عن رتبة الألوهية (وهو على كل شئ قدير).

(1) كهية: بياء مشددة بالفتح. الضاير: بياء مكسورة.
(2) طايرا: بياء مكسورة. * أنظر الآية 49 منها.
(3) مومنين.
(4) تأكل.
(5) آأنت.
(6) وأمي: بياء ساكنة.
(7) لي. بكسر اللام وفتح الياء.
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»