____________________
(سماعون لقوم آخرين لم يأتوك (1)) أي قابلون لقول قوم آخرين من اليهود لم يحضروا عندك تكبرا أو بغضا لك أو سماعون منك لأجلهم (يحرفون الكلم من بعد مواضعه) عن مواضعه التي وضعه الله فيها (يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه) أي إن أفتاكم محمد بهذا الحكم المحرف فاقبلوه (وإن لم تؤتوه (2)) بل أفتاكم بخلافه (فاحذروا) أن تقبلوه نزلت في عبد الله بن أبي حيث قالت له بنو النضير: إن بيننا وبين قريظة عهد في القتل مخالف للتوراة فسل محمدا أن لا ينقضنا إن تحاكمنا إليه فقال ابعثوا رجلا يسمع كلامي وكلامه فإن حكم لكم بما تريدون وإلا فلا ترضوا به (ومن يرد الله فتنته) اختياره ليفتضح (فلن تملك له من الله) في دفع أمره شيئا (أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم) حيث اختاروا تدنيسها بالكفر لعلمه بأن لطفه لا ينجع فهيم (لهم في الدنيا (3) خزي) ذل بالجزية والفضيحة (ولهم في الآخرة عذاب عظيم) بتخليدهم النار والضمير للفريقين أو اليهود (سماعون للكذب) كرر تأكيدا (أكالون للسحت (4)) الحرام كالرشاء (فإن جاؤوك) متحاكمين إليك (فاحكم بينهم أو أعرض عنهم) خير (صلى الله عليه وآله وسلم) بين الحكم والإعراض وكذا الأئمة والحكام وقيل نسخ بآية وأن احكم بينهم (وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا) لن يقدروا لك على ضرر (وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط) بالعدل (إن الله يحب المقسطين) فيثيبهم (وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله) تعجيب من تحكيمهم من لا يؤمنون به مع صراحة الحكم في كتابهم وتنبيه على أنهم ما قصدوا به معرفة الحق بل ما هو أهون عليهم (ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين (5)) بكتابهم لإعراضهم عنه وعما يوافقه (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى) إلى الحق (ونور) بيان للأحكام (يحكم بها النبيون (6)) من بني إسرائيل وموسى ومن بعده فيما تتوافق فيه الشريعتان (الذين أسلموا) صفة مادحة (للذين هادوا والربانيون) الكاملون علما وعملا (والأحبار) العلماء (بما استحفظوا) بسبب الذي كلفهم الله حفظه عن التبديل (من كتاب الله) بيان لما (وكانوا عليه شهداء) أنه حق أو رقباء لئلا يبدل (فلا تخشوا الناس) أيها الحكام في حكوماتكم أو أيها اليهود في إظهار الحق (واخشون) في الحكومة أو كتمان الحق (ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا) رشوة أو جاها (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) للاستهانة ويأتي إن شاء الله وصفهم بالظلم لحكمهم بخلافه والفسق لخروجهم عنه والصفات الثلاث عامة وقيل في اليهود خاصة وقيل هذه في المسلمين والظالمون في اليهود والفاسقون في النصارى (وكتبنا عليهم فيها) فرضا على اليهود في التوراة (إن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص (8))