تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٤٣
من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدى القوم الكافرين * (67) * قل يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين * (68) * إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صلحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون * (69) * لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول) * بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون * (70) * وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم والله بصير) * بما يعملون * (71) * لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يبنى إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار * (72) * لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم * (73) *
____________________
(لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم) أوسع عليهم الرزق بإفاضة من كل جهة أو بإنزال بركات السماء والأرض عليهم (منهم أمة مقتصدة) معتدلة لم يغالوا ولم يقصروا وهم من آمن بالرسول (وكثير منهم ساء ما يعملون) بئس عملهم أو شئ أو الذي يعملونه (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) جميعه لا تكتم منه شيئا خوف أحد (وإن لم تفعل) ذلك (فما بلغت رسالته) وقرئ رسالاته أي كأنك لم تؤد شيئا إذ كتمان البعض ككتمان الكل في استحقاق العقاب (والله يعصمك من الناس) يضمن لك العصمة منهم أن يقتلوك فما عذرك، عن أهل البيت وابن عباس وجابر: إن الله أوحى إلى نبيه أن يستخلف عليا فكان يخاف أن يشق ذلك على جماعة من أصحابه فنزلت فأخذ بيده فقال ألست أولى بكم من أنفسكم قالوا بلى قال من كنت مولاه فعلي مولاه (إن الله لا يهدي القوم الكافرين) لا يمكنهم من إيصال مكروه إليك (قل يا أهل الكتاب لستم على شئ) يعتد به من الدين (حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم) من الكتاب بالعمل بما فيها ومنه الإيمان واتباعي (وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس (1) على القوم الكافرين) لا تحزن عليهم (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى (2)) والصابئون مبتدأ نوى تأخيره وحذف خبره لدلالة خبر إن عليه أي والصابئون كذلك فهو كاعتراض يفيد أن الصابئين مع وضوح ضلالتهم يثاب عليهم إن صح إيمانهم وصلح عملهم فغيرهم أولى ولم يعطف على محل اسم إن لعدم مضي خبرها (من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا) مبتدأ خبره (فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) والجملة خبر إن والرابط محذوف أي من آمن منهم أو خبرها فلا خوف ومن آمن بدل من اسمها وما عطف عليها (لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل) على الإيمان بالله وبرسله وبما جاءت به (وأرسلنا إليهم رسلا) لإرشادهم (كلما جاءهم رسول بما لا تهوى (3) أنفسهم) من التكاليف (فريقا كذبوا وفريقا يقتلون) جواب الشرط محذوف أي استكبروا كما قال: كلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون وجملة (فريقا كذبوا) استيناف كأنه قيل فما يفعلون بالرسل فأجابهم بذلك وإنما جئ بيقتلون موضع قتلوا على حكاية الحال الماضية استفظاعا للقتل واستحضارا لتلك الحال (4) الشنيعة (وحسبوا ألا تكون (5) فتنة) أي ظن بنو إسرائيل أن لا يصيبهم بلاء وعذاب بتكذيبهم الأنبياء وقتلهم (فعموا) من الحق فلم يبصروه (وصموا) عن استماعه (ثم تاب الله عليهم) حين قتلوا أنفسهم (ثم عموا وصموا كثير منهم) بعد ما تاب الله عليهم وكثير بدل من الضمير (والله بصير بما يعملون) فيؤاخذهم به (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) هم اليعقوبية القائلون بالاتحاد (وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم) فإني لست بإله بل عبد مربوب مثلكم) إنه من يشرك بالله)

(1) تأس.
(2) والصابون والنصارى: بكسر الراء بعدها ياء.
(3) تهوى: بكسر الواو بعدها ياء.
(4) كذا ولعله: الحالة ظاهرا.
(5) تكون بضم النون.
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»