____________________
الذين قالوا إنا النصارى (1) لميلهم إلى الإسلام (ذلك) أي قرب مودتهم (بأن) بسبب أن (منهم قسيسين ورهبانا) علماء وعبادا (وأنهم لا يستكبرون) عن اتباع الحق أو يتواضعون، قيل هم النجاشي وأصحابه هاجر إليهم جعفر بن أبي طالب وأصحابه ووصف لهم النبي ودينه وتلا عليهم سورة مريم فآمنوا (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول) من القرآن (ترى (2) أعينهم تفيض من الدمع) لرقة قلوبهم (مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا) بنبيك وكتابك (فاكتبنا مع الشاهدين) بنبوته أو من أمته الشاهدين على الأمم يوم القيامة (وما لنا لا نؤمن (3) بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين) الموحدين (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم) في ذكر أحوال المصدقين بالآيات وتعقيبه بحال المكذبين بها ترغيب وترهيب (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم) مستلذاته لعله تعالى لما مدح النصارى على ترهبهم عقبه بالنهي عن الإفراط في ذلك، وروي أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) وصف القيامة فبالغ فهم قوم من الصحابة أن يلازموا الصيام والقيام ويجانبوا الفرش والنساء فيسيحوا في الأرض فبلغ ذلك النبي فقال: إني لم أومر بذلك إن لأنفسكم عليكم حقا فإني أقوم وأنام وأصوم وأفطر وآكل اللحم وآتى النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ونزلت (ولا تعتدوا) حدوده بتحريم الحلال وبالعكس (إن الله لا يحب المعتدين وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون لا يؤاخذكم الله (5) باللغو) الكائن (في أيمانكم) هو الحلف بلا قصد: كلا والله وبلى والله أو على ما أظن أنه كذلك ولم يكن أي لا يؤاخذكم به بعقاب ولا كفارة (ولكن يؤاخذكم بما عقدتم (6)) وثقتم (الأيمان) عليه إذا حنثتم، أو بنقض (7) ما عقدتم وقرئ عاقدتم (فكفارته) كفارة نكثه (إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم) ويجزي الأعلى (أو كسوتهم) عطف على إطعام وهو مسماها كثوب يواري العورة وقيل ثوبان (أو تحرير رقبة) إعتاقها وظاهره إجزاء كل رقبة واشترط بعض إيمانها وأو للتخيير الواجب إحدى الخصال الثلاث مطلقا والتعيين للمكفر (فمن لم يجد) إحداها (فصيام ثلاثة أيام ذلك) المذكور (كفارة أيمانكم إذا حلفتم) وحنثتم (واحفظوا أيمانكم) أن تنكثوها (كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون) نعمه بتبيين الأحكام (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر) القمار (والأنصاب) الأصنام التي نصبت للعبادة (والأزلام) القداح التي يستقسمون بها (رجس) خبيث مستقذر (من عمل الشيطان) لأنه بتزيينه (فاجتنبوه) أي الرجس أو التعاطي (لعلكم تفلحون) باجتنابه أكد تحريم الخمر والميسر بحضر هما في الرجس وقرنهما بالأصنام