تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٤٠
وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين * (46) * وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون * (47) * وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون * (48) * وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون * (49) * أفحكم الجهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون * (50) *، يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدى القوم الظالمين * (51) * فترى الذين في قلوبهم مرض
____________________
ذات قصاص إن أمكن وإلا فالأرش والحكم مقرر في شرعنا أيضا (فمن تصدق به) أي بالقصاص وعفا عنه (فهو (1) كفارة له) للمصدق تكفر به ذنوبه أو للجاني يسقط ما لزمه (ومن لم يحكم بما أنزل الله) من الأحكام (فأولئك هم الظالمون وقفينا على آثارهم بعيسى بن مريم مصدقا لما بين يديه) قبله (من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور) حال (ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين وليحكم (2) أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) دلت الآية على اشتمال الإنجيل على الأحكام واستقلال شرع عيسى ونسخه لليهودية (وأنزلنا إليك الكتاب) القرآن (بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب) من جنس الكتب السماوية (ومهيمنا عليه) ورقيبا على سائر الكتب تشهد بصحتها ويحفظها عن التبديل (فاحكم بينهم بما أنزل الله) إليك (ولا تتبع أهواءهم) عادلا (عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم) أيها الأمم (شرعة) للدين (ومنهاجا) طريقا واضحا (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة) على دين واحد لم ينسخ أبدا (ولكن ليبلوكم فيما آتاكم (3)) من الشرائع المختلفة (فاستبقوا الخيرات) فابتدروها (إلى الله مرجعكم جميعا) استئناف يعلل فاستبقوا (فينبئكم بما كنتم فيه (4) تختلفون) بالفصل بين محقكم ومبطلكم (وأن احكم بينهم بما أنزل الله) عطف على الكتاب أو الحق أي أنزلنا الكتاب وأن احكم، أو أنزلناه بالحق وأن احكم (ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك) أن يضلوك (عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا) عن الحكم المنزل (فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم) تنبيه على أن المجازاة بجميع الذنوب يكون في الآخرة كقوله ليذيقهم بعض الذي عملوا (وإن كثيرا من الناس لفاسقون أفحكم الجاهلية) من الميل والمداهنة (يبغون (5) ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) أي عندهم واللام للتبيين أي هذا الاستفهام لقوم يوقنون فإنهم الذين يثبتون أن لا أحسن من الله حكما (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى (6) أولياء) توادونهم وتعتمدون عليهم (بعضهم أولياء بعض) تعليل المنهي أي إنما يوالي بعضهم بعضا لاتخاذهم في الدين (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) حكمه حكمهم من أحب قوما فهو منهم وفيه تغليظ في وجوب مجانبتهم (إن الله لا يهدي القوم الظالمين) لأنفسهم بموالاتهم الكفار (فترى الذين في قلوبهم مرض) شك ونفاق كابن أبى...

(1) فهو: بسكون الهاء.
(2) وليحكم: بفتح الميم.
(3) آتيكم: بكسر التاء وضم لليم.
(4) فيهى.
(5) تبغون.
(6) والنصارى بكسر الراء بعدها ياء.
(١٤٠)
مفاتيح البحث: الظلم (1)، المرض (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»