تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٤٢
عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل * (60) * وإذا جاؤكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به والله أعلم بما كانوا يكتمون * (61) * وترى كثيرا منهم يسرعون في الاثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون * (62) * لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الاثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون * (63) * وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين * (64) * ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات النعيم * (65) * ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون * (66) * يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك
____________________
قبل) إلى الأنبياء (وأن أكثركم فاسقون) عطف على (أن آمنا) أي ما تنكرون منا إلا مخالفتكم إذ دخلنا الإيمان وأنتم خارجون منه فالمستثنى لازم الأمرين وهو المخالفة أو بحذف مضاف أي واعتقاد أن أكثركم فاسقون أو على المجرور أي ما تنقمون منا إلا إيمانا بالله وبما أنزل إلينا وبأن أكثركم فاسقون (قل هل أنبئكم بشر من ذلك) المنقوم (مثوبة عند الله) ولعل ذكرها بدل العقوبة تهكم ونصب تمييزا (من لعنه الله وغضب عليه) لكفره (وجعل منهم القردة والخنازير) مسخوا أصحاب السبت قردة وكفار مائدة عيسى خنازير وقيل المسخان في أهل السبت مسخ شبانهم قردة وشيوخهم خنازير (وعبد الطاغوت (1)) الشيطان بطاعته أو العجل بضم الباء وجر التاء على أنه وصف كحذر وبفتح الباء ونصب التاء عطفا على صلة من (أولئك) الملعونون (شر مكانا) تمييز كنى عن شرارتهم بشرارة مكانهم وهو سقر لأنه أبلغ (وأضل عن سواء السبيل) الطريق المستقيم (وإذا جاؤكم) أي منافقو اليهود (قالوا آمنا وقد دخلوا) إليك متلبسين (بالكفر وهم قد خرجوا) من عندك متلبسين (به) ولم يؤثر فيهم وعظك والجملتان حال من فاعل قالوا (والله أعلم بما كانوا يكتمون) من الكفر (وترى كثيرا منهم) من اليهود (يسارعون في الإثم) الكذب أو الكفر (والعدوان) تعدى حدود الله (وأكلهم السحت (2) لبئس (3) ما كانوا يعملون لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم (4) الإثم وأكلهم السحت (2)) الحرام كالرشاء (لبئس (3) ما كانوا يصنعون) ذم علمائهم على ترك نهيهم بأبلغ من ذمهم من حيث أن العمل إنما يسمى صنعا بعد التدرب فيه فيفيد أن ترك إنكار المعصية أقبح من ارتكابها (وقالت اليهود يد الله مغلولة) مقبوضة من الرزق روي أنهم كانوا أكثر الناس مالا فلما كذبوا النبي ضيق عليهم فقالوا ذلك، وغل اليد وبسطها كناية عن البخل والجود (غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا) دعاء عليهم بالبخل أو بغل الأيدي حقيقة بأغلال الأسر في الدنيا وإغلال النار في الآخرة (بل يداه مبسوطتان) في تثنية اليد أبلغ رد لإفادتها غاية الجود، إذ غاية ما يبذل الجواد أن يعطي بيديه. أو إشارة إلى منح الدارين (ينفق كيف يشاء) من توسيع وتضييق وفق حكمته (وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك) أي يزدادون عند نزول القرآن بحسدهم (طغيانا) تماديا في الجحود (وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة) تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى (كلما أوقدوا نارا للحرب) مع النبي (أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا) أي للفساد باجتهادهم في المعاصي (والله لا يحب المفسدين ولو أن أهل الكتاب آمنوا) بمحمد (واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم) مع المؤمنين (ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل) عملوا بما فيهما (وما أنزل إليهم من ربهم) من سائر كتبه أو القرآن

(1) وعبد - بضم الدال - الطاغوت بكسر التاء.
(2) وأكلهم - بضم الهاء والميم - وأكلهم بكسر الهاء والميم. السحت: بضم الحاء.
(3) لبيس.
(4) قولهم بضم الهاء والميم.
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»