تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٣٥
إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون * (11) *، ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجرى من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل * (12) * فبما نقضهم ميثاقهم لعنهم وجعلنا قلوبهم قسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين * (13) * ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون * (14) * يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفوا عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتب مبين * (15) * يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلم ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى
____________________
النعمة ونقض ميثاقه (إن الله عليم بذات الصدور) بسرائرها فبغيرها أولى (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله) بحقوقه (شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان (1) قوم على ألا تعدلوا) لا يحملنكم بغض الكفار على ترك العدل معهم (اعدلوا هو) أي العدل (أقرب للتقوى (2) واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) فيجازيكم به (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم) ترغيب للمؤمنين وترهيب للكافرين (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة (3) الله عليكم إذ هم قوم) يعني أهل مكة من قبل فتحها (أن يبسطوا إليكم أيديهم) بالقتل (فكف أيديهم عنكم) بالصلح يوم الحديبية (واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون (4)) فإنه يكفي من توكل عليه (ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل) بأن يخرجوا إلى أريحا لقتل جبابرتها (وبعثنا) التفات (منهم اثني عشر نقيبا) كفيلا شهيدا من كل سبط يأمرهم بالوفاء بما أمروا به (وقال الله إني معكم لئن) للقسم (أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم) نصرتموهم وأصله المنع ومنه التعزيز (وأقرضتم الله) بالإنفاق في سبيله (قرضا حسنا) مصدر أو مفعول (لأكفرن عنكم سيئاتكم) جواب للقسم ناب جواب الشرط (ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك) الميثاق (منكم فقد ضل سواء السبيل) أخطأ طريق الحق (فبما نقضهم) ما زائدة (ميثاقهم لعناهم) أبعدناهم من رحمتنا أو مسخناهم أو عذبناهم بالجزية (وجعلنا قلوبهم قاسية (5)) منعناهم الألطاف حتى قست (يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا) تركوا نصيبا جزيلا (مما ذكروا به) في التوراة من اتباع محمد إذ حرفوها أو زلت أشياء منها بشؤم تحريفهم عن حفظهم (ولا تزال تطلع على خائنة منهم) خيانة أو فرقة خائنة أي الخيانة عادتهم كأسلافهم (إلا قليلا منهم) لم يخونوا وهم الذين آمنوا (فاعف عنهم واصفح) إن تابوا أو بذلوا الجزية وقيل مطلق، نسخ بآية السيف (إن الله يحب المحسنين) إلى الناس (ومن الذين قالوا إنا نصارى (6)) ادعوا نصرة الله بهذا الاسم (أخذنا ميثاقهم) كما أخذنا من اليهود (فنسوا حظا مما ذكروا به) في الإنجيل (فأغرينا) ألزمنا من غري به لصق به (بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة) بين فرق النصارى الثلاث أو بينهم وبين اليهود (وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون) بالحساب والعقاب (يا أهل الكتاب) جنسه خطاب لليهود والنصارى (قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب) كالرجم ونعته (صلى الله عليه وآله وسلم) وبشارة عيسى به (ويعفو عن كثير) مما تخفونه أو عن كثير منكم (قد جاءكم من الله نور) محمدا والقرآن (وكتاب) القرآن (مبين) للحق (يهدي به الله من اتبع رضوانه (7)) من آمن (سبل السلام) سبل

(1) شنيان: بسكون النون.
(2) للتقوى: بكسر الواو بعدها ياء.
(3) نغمت.
(4) المؤمنون.
(5) قسبة: بتشديد الياء بالفتح.
(6) نصارى بكسر الراء بعدها ياء.
(7) رضوانه: هنا بالكسر خاصة.
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»