تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٣٦
صراط مستقيم * (16) * لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شئ قدير * (17) * وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير * (18) * يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شئ قدير * (19) * وإذ قال موسى لقومه يقوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين * (20) * يقوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين * (21) * قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون * (22) * قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله
____________________
الله أو السلامة من عذابه (ويخرجهم من الظلمات) الكفر (إلى النور) الإيمان (بإذنه) بلطفه (ويهديهم (1) إلى صراط (2) مستقيم) طريق الحق أو طريق الجنة (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم) قيل: هم اليعقوبية القائلون بالاتحاد، وقيل: لم يصرحوا به ولكن لزمهم ذلك لزعمهم أنه لاهوتي وقولهم بوحدة الإله (قل فمن يملك من الله) من يمنع من أمره (شيئا إن أراد أن يهلك المسيح بن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا) فالمسيح مقهور لا يملك دفع الهلاك عن نفسه كسائر الممكنات فكيف يكون إلها (ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما) ومنه المسيح (يخلق ما يشاء والله على كل شئ قدير) يخلق من ذكر وأنثى، ومن ذكر بلا أنثى كحواء، ومن أنثى بلا ذكر كعيسى، ومن غير ذكر وأنثى كآدم (وقالت اليهود والنصارى (3) نحن أبناء الله وأحباؤه) أشياع ابنيه عزير والمسيح كما يقول حشم الملك نحن ملوك أو مقربون عنده قرب الأولاد من والدهم (قل فلم يعذبكم بذنوبكم) بالقتل والأسر والمسخ والنار أياما معدودة كما زعمتم والأب لا يعذب ابنه ولا الحبيب حبيبه (بل أنتم بشر ممن خلق) كسائر الناس (يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير) فيجازي كلا بعمله (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم) ما يحتاج إلى البيان (على فترة من الرسل) على حين فتور من إرسال الرسل إذ ليس بينه وبين عيسى رسول (4) بل أنبياء ثلاثة من بني إسرائيل وواحد من العرب خالد بن سنان العبسي ومدة ذلك 669 سنة ستمائة وتسع وستون سنة (أن) كراهة أن أو لأن (تقولوا) اعتذارا (ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير) فلا عذر لكم إذا (والله على كل شئ) من الإرسال وغيره (قدير وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء (5)) هديكم وأعزكم بهم ولم يجعل في أمة ما جعل منكم من الأنبياء، وقيل: هم الأنبياء ما بين موسى وعيسى مدة 1700 سنة ألف وسبعمائة سنة وهم ألف نبي (وجعلكم ملوكا) لملك فرعون أو ذوي دور وخدم أو مالكين لأموركم بعد أن كنتم مملوكين للقبط (وآتاكم ما لم يؤت (6) أحدا من العالمين) من المن والسلوى وفلق البحر وتظليل الغمام وغيرها أو أريد عالمي زمانهم (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة) الشام أو بيت المقدس أو الطور وما حوله (التي كتب الله لكم) أن تكون لنا مسكنا، أو أمركم بدخولها (ولا ترتدوا) لا ترجعوا (على أدباركم) منهزمين خوفا من الجبابرة، أو لا ترتدوا على دينكم بالعصيان (فتنقلبوا خاسرين) الدارين (قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين) من العمالقة ولا يتأتى لنا مقاومتهم (وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون) إذ لا نطيقهم (قال رجلان) كالب ويوشع (من الذين يخافون) الله قيل: كانا من الجبابرة أسلما وأتيا موسى

(1) ويهديهم: بضم الهاء الثانية.
(2) سراط.
(3) والنصارى: بكسر الراء بعدها ياء.
(4) رسل ظ.
(5) أنبئاء.
(6) يوت.
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»