تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٣٧
فتوكلوا إن كنتم مؤمنين * (23) * قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقتلا إنا ههنا قاعدون * (24) * قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين * (25) * قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين * (26) *، واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الاخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين * (27) * لئن بسطت إلى يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين * (28) * إني أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين * (29) * فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين * (30) * فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه قال يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءة أخي فأصبح من الندمين * (31) * من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا) * بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك
____________________
(أنعم الله عليهما) بالتوفيق للإيمان صفة أخرى لهما أو اعتراض (ادخلوا عليهم (1) الباب) باب قريتهم ولا تخشوهم فإنهم أجسام بلا قلوب (فإذا دخلتموه فإنكم غالبون) علما ذلك من إخبار موسى وقوله: كتب الله لكم أو مما عهدا من قهر الله أعداء موسى (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين (2)) به وبوعده (قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها) بدل بعض من أبدا (فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون) قالوا ذلك استهانة بالله ورسوله (قال) موسى (رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق) فافصل (بيننا وبين القوم الفاسقين قال فإنها محرمة عليهم) لا يدخلونها (أربعين سنة يتيهون في الأرض) يسيرون فيها متحيرين (فلا تأس (3)) لا تحزن (على القوم الفاسقين) روي: لبثوا في التيه أربعين سنة يسيرون من المساء إلى الصباح فإذا هم بحيث ارتحلوا عنه، ومات فيه هارون ثم موسى (واتل عليهم نبأ ابني آدم) قابيل وهابيل (بالحق) بالصدق (إذ قربا قربانا) اسم لما يتقرب به إلى الله روي: أن آدم أمر أن يدفع الوصية إلى هابيل فغضب قابيل وكان أكبر فقال: قربا قربانا فمن أيكما يقبل دفعتها إليه (فتقبل من أحدهما) هابيل إذ قرب من خير غنمه (ولم يتقبل من الآخر) قابيل إذ قرب أردى زرعه (قال لأقتلنك) توعده بالقتل لفرط حسده له على تقبل قربانه (قال) جوابا له (إنما يتقبل الله من المتقين) أي إنما أصبت من قبل نفسك بترك التقوى لا من قبلي فلم تقتلني (لئن بسطت إلى يدك لتقتلني) ظلما (ما أنا بباسط يدي (4) إليك لأقتلك) دفعا ومقابلة (إني (5) أخاف الله رب العالمين إني (5) أريد أن تبوء) ترجع متلبسا (بإثمي) بإثم قتلي (وإثمك) الذي كان منك من قبل، أو أن تحمل إثمي لو بسطت إليك يدي وإثمك ببسطك يدك إلى ولم يرد بالذات معصية أخيه وشقاوته، أو أريد بالإثم عقوبته (فتكون من أصحاب النار) بظلمك لي (وذلك جزاء الظالمين) من قوله أو قول الله (فطوعت) سهلت (له نفسه قتل أخيه فقتله) قيل وهو ابن عشرين سنة بالهند، أو عقبة حراء، أو موضع مسجد البصرة (فأصبح من الخاسرين) للدارين إذ بقي عمره طريدا فزعا (فبعث الله غرابا يبحث في الأرض) روي لما قتله لم يدر ما يصنع به فجاء غرابان فقتل أحدهما صاحبه ثم حفر له بمخالبه ودفن فيه صاحبه (ليريه كيف يواري) يستر (سوأة أخيه) جسده الميت فإنه يستقبح أن يرى (قال يا ويلتي (6)) احضري فهذا وقتك وألفها بدل ياء المتكلم (أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب) في العلم (فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين) على قتله لاسوداد جسده وتبري أبيه منه وحمله له سنة إذ تخير فيه ولم يندم عن توبة (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل) وغيرهم (أنه من قتل نفسا بغير) قتل (نفس أو) بغير (فساد في الأرض) كالشرك وقطع الطريق (فكأنما قتل الناس جميعا) فإنه هتك حرمة الدماء وسن القتل وجرا

(1) عليهم: بكسر الميم وعليهم بضم الهاء.
(2) مومنين.
(3) تأس.
(4) يدي بسكون الياء بعد الدال المكسورة (5) إني بفتح الياء.
(6) يا ويلتاه وقفا.
(١٣٧)
مفاتيح البحث: الظلم (1)، القتل (3)، الخسران (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»