تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٥٠
(6) سورة الأنعام مكية الا الآيات 20 و 23 و 91 و 93 و 114 و 141 و 151 و 152 و 153 مدنية وآياتها 165 نزلت بعد الحجر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون * (1) * هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون * (2) * وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون * (3) * وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين * (4) * فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤون * (5) * ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكنهم في الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجرى من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين * (6) * ولو نزلنا عليك كتبا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين * (7) * وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضى الأمر ثم لا ينظرون * (8) * ولو جعلنه ملكا
____________________
(6 - سورة الأنعام مائة وخمس وستون آية مكية وقيل إلا (وما قدروا الله) الآيات الثلاث (وقل تعالوا) الثلاث) (بسم الله الرحمن الرحيم (الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض) أي أوجدهما بمقدار تقتضيه الحكمة (وجعل الظلمات والنور) جمعت دونه لكثرة أسبابها إذ لكل جرم ظل وقدمت لتقدم العدم على الملكة (ثم الذين كفروا بربهم يعدلون) عطف على الحمد لله أي هو حقيق بالحمد على ما خلق للعباد ثم الذين كفروا به يعدلون عنه (هو الذي خلقكم) ابتداء خلقكم (من طين) إذ خلق عنه أصلكم آدم (ثم قضى (1) أجلا) أجل الموت أو ما بين الخلق والموت (وأجل مسمى عنده) أجل القيامة أو ما بين الموت والبعث، وعنهم (عليهم السلام) ما حاصلة قضى أجلا محتوما لموتكم لا يتقدم ولا يتأخر وأجل مسمى عنده يمحوه ويثبته (ثم أنتم تمترون) تشكون استبعاد لشكهم في البعث فإن القادر على الابتداء على الإعادة أقدر (وهو (2) الله في السماوات وفي الأرض) أي المعبود فيها كذلك هو الله في كل مكان (يعلم سركم وجهركم) تقرير له (ويعلم ما تكسبون) من خير وشر فيجازيكم به (وما تأتيهم (3) من آية من آيات ربهم) حجة من حججه المعجزات كآيات القرآن وغيرها ومن الأولى مزيدة والثانية للتبعيض (إلا كانوا عنها) أي عن النظر فيها (معرضين) لم يلتفتوا إليه (فقد كذبوا بالحق) بالقرآن (لما جاءهم فسوف يأتيهم (3) أنباء ما كانوا به يستهزؤون) عند حلول العذاب بهم في الدنيا والآخرة (ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن) كثيرا من كل طبقة (مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم) أعطيناهم ما لم نعطكم (وأرسلنا السماء) السحاب أو المطر (عليهم مدرارا) غزيرا (وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم) تحت مساكنهم (فأهلكناهم بذنوبهم) ولم يغن ذلك عنهم شيئا (وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين) مكانهم فاحذروا أن يفعل ذلك بكم (ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس) مكتوبا في ورق كما اقترحوه (فلمسوه بأيديهم (4)) أبلغ في نفي الريب من عاينوه وذكر الأيدي للتأكيد (لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين) تعنتا وعنادا (وقالوا لولا) هلا (أنزل عليه ملك) نعاينه فنصدقه (ولو أنزلنا ملكا) كما اقترحوه فلم يؤمنوا (لقضي الأمر) لحق إهلاكهم بمقتضى الحكمة (ثم لا ينظرون) لا يمهلون بعد ذلك كعادة الله فيمن قبلهم بأنه تعالى إذا أوجد مقترح قوم ثم كذبوا بعد ذلك يهلكهم (5) (ولو جعلناه) أي الذي طلبوه جواب ثان أو الرسول فهو جواب اقتراح آخر كقولهم لو شاء ربنا لأنزل ملائكة (ملكا) يعاينوه.

(1) قضى: بكسر الضاد بعدها ياء.
(2) وهو: بسكون الهاء.
(3) تأتيهم: بحذف الهمزة وضم الهاء.
(4) بأيديهم: بضم الهاء.
(5) كذا ولعله: أهلكهم. ظ.
(١٥٠)
مفاتيح البحث: سورة الأنعام (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»