تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٢٦
إلا غرورا * (120) * أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا * (121) * والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وعد الله حقا ومن أصدق من الله قيلا * (122) * ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا * (123) * ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا * (124) * ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا * (125) * ولله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله بكل شئ محيطا * (126) * ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء التي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن والمستضعفين من الولدان وأن تقوموا لليتامى بالقسط وما تفعلوا من خير فإن الله كان به عليما * (127) * وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا * (128) *
____________________
فليغيرن خلق الله) دينه بتحريم ما أحل وتحليل ما حرم أو فقؤ عين الحامي أو خصاء العبد أو الوشم (ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله) بإيثار طاعته على طاعة الله (فقد خسر خسرانا مبينا) إذ استبدل الجنة بالنار (يعدهم) الشيطان الأكاذيب (ويمنيهم) الأباطيل (وما يعدهم الشيطان إلا غرورا) هو إيهام النفع فيما فيه الضرر (أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا) معدلا من حاص أي عدل وعنها حال عنه لا صلة له (والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وعد الله) مصدر مؤكد لنفسه لأن مضمون الجملة قبله وعد (حقا) أي حق ذلك حقا (ومن) أي لا أحد (أصدق من الله قيلا) قولا تمييز (ليس) ما وعد الله من الثواب ينال (بأمانيكم (1)) أيها المسلمون (ولا أماني (2) أهل الكتاب) بل بالعمل الصالح أوليس الإيمان بالتمني ولكن ما قر في القلب وصدقه العمل قيل: تفاخر المسلمون وأهل الكتاب فقال أهل الكتاب نبينا وكتابنا قبل نبيكم وكتابكم ونحن أولى بالله منكم وقال المسلمون نحن أولى منكم نبينا خاتم النبيين وكتابنا يقضي على الكتب المتقدمة فنزلت، وقيل: الخطاب للمشركين أي ليس الأمر بأمانيكم أن لا جنة ولا نار ولا أماني أهل الكتاب أنه لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى (من يعمل سوءا يجز به) آجلا وعاجلا بالآلام والمصائب ما لم يتب أو يعفو الله عنه (ولا يجد له من دون الله وليا) يحميه (ولا نصيرا) ينجيه من العذاب (ومن يعمل) شيئا (من الصالحات) أو بعضها وهو ما في وسعه وكلف به (من ذكر أو أنثى (3) وهو مؤمن (4)) حال (فأولئك يدخلون (5) الجنة) بالياء للمعلوم والمجهول (ولا يظلمون نقيرا) قدر نقرة النواة (ومن) أي لا أحد (أحسن دينا ممن أسلم وجهه) استسلم نفسه أو أخلص قلبه (لله وهو (6) محسن) قولا وعملا أو موحد (واتبع ملة إبراهيم (7)) الموافقة لملة الإسلام (حنيفا) مائلا عن الأديان (واتخذ الله إبراهيم (7) خليلا) صفيا خالص المحبة له (ولله ما في السماوات وما في الأرض) ملكا وخلقا (وكان الله بكل شئ محيطا) قدرة وعلما (ويستفتونك في) ميراث (النساء قل الله يفتيكم) يبين لكم حكمه (فيهن وما يتلى (8) عليكم في الكتاب) أي والله يفتيكم وما في القرآن من آية المواريث تفتيكم أو ما يتلى عليكم مبتدأ خبره في الكتاب ويراد به اللوح المحفوظ (في يتامى النساء) صلة يتلى إن عطف يتلى على ما قبله وإلا فبدل من فيهن والإضافة بمعنى من (اللاتي لا تؤتونهن ما كتب) ما فرض (لهن) من الميراث (وترغبون أن) في أو عن (تنكحوهن) كان الرجل يضم اليتيمة فإن كانت جميلة تزوجها وأكل مالها وإلا عضلها ليرثها والواو للعطف أو الحال (والمستضعفين من الولدان) الصبيان عطف على يتامى النساء وكانوا لا يورثونهم كالنساء (وأن تقوموا لليتامى بالقسط) بالعدل في حقوقهم عطف عليه أيضا أو منصوب بتقدير فعل أي ويأمركم أن تقوموا (وما تفعلوا من خير) في أمر هؤلاء (فإن

(1) أمانيكم: بكسر النون بعدها ياء ساكنة.
(2) أماني: بكسر النون بعدها ياء مكسورة.
(3) أثى: بكسر الثاء بعدها ياء.
(4) مؤمن.
(5) يدخلون: بضم أوله.
(6) وهو.
(7) إبراهام.
(8) يتلى.
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»