تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٢٥
عليما حكيما * (111) * ومن يكسب خطية أو إثما ثم يرم به بريا فقد احتمل بهتنا وإثما مبينا * (112) * ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شئ وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما * (113) *، لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما * (114) * ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا * (115) * إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا) * بعيدا * (116) * إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا * (117) * لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا * (118) * ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا * (119) * يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان
____________________
لا يتعداه إلى غيره أو كبيرة أو الشرك (ثم يستغفر الله يجد الله غفورا) لذنوبه (رحيما) به (ومن يكسب إثما) ذنبا (فإنما يكسبه على نفسه) من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها (وكان الله عليما) بكسبه (حكيما) في عقابه (ومن يكسب خطيئة (1)) صغيرة أو ما لا يتعمده (أو إثما) كبيرا أو ما تعمده (ثم يرم به بريئا) كرمي أبي طعمة اليهودي (فقد احتمل بهتانا) برمي البرئ (وإثما مبينا) بينا بكسبه (ولولا فضل الله عليك) بالنبوة أو الصيانة (ورحمته) بالعصمة أو إعلامك سرهم الوحي (لهمت) أضمرت (طائفة منهم) من بني ظفر (أن يضلوك) عن الحكم بالحق ولم يرد نفي همتهم بل نفي تأثيره فيه (وما يضلون إلا أنفسهم) يعود وبالهم عليهم (وما يضرونك) لأن الله عاصمك ومسددك (من شئ) في محل المصدر أي شيئا من الضرر (وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة) القرآن والأحكام (وعلمك ما لم تكن تعلم) من الشرائع وخفيات الأمور (وكان فضل الله عليك عظيما) إذ ختم بك النبوة (لا خير في كثير من نجواهم (2)) تناجيهم (إلا) نجوى (من أمر بصدقة) أو منقطع أي ولكن من أمر ففي نجواه الخير (أو معروف) فرض أو عمل بر أو إغاثة ملهوف أو صدقة تطوع (أو إصلاح بين الناس) تأليف بينهم بالمودة (ومن يفعل ذلك) المذكور (ابتغاء) طلب (مرضاة الله) لا لغرض دنيوي (فسوف نؤتيه (3)) بالنون والياء (أجرا عظيما ومن يشاقق الرسول) يخالفه (من بعد ما تبين له الهدى (4)) ظهر له الحق بالدلائل (ويتبع غير سبيل المؤمنين (5)) الذي هم عليه من الدين (نوله ما تولى (6)) من الضلال ونخلي بينه وبينه (ونصله (7) جهنم وساءت مصيرا إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) كرر تأكيدا أو لقصة أبي طعمة (ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا) عن الحق (إن يدعون) ما يعبدون (من دونه) دون الله (إلا إناثا) أصناما مؤنثة كاللات والعزى ومناة قيل: كان لكل حي صنم يعبدونه ويسمونه أنثى بني فلان وقيل:
والأصنام كلها مؤنثة سماعية أو إلا جمادات لأن الجمادات مؤنث أو إلا ملائكة لقولهم الملائكة بنات الله (وإن يدعون) ما يعبدون (إلا شيطانا) لطاعتهم له فيها (مريدا) عاتيا خارجا عن الطاعة (لعنه الله) طرده عن رحمته (وقال) جامعا بين لعنه وقوله (لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا) مقطوعا فرضته لنفسي فكل من أطاعه فهو من نصيبه (ولأضلنهم) عن الحق بالوسوسة (ولأمنينهم) الأماني الكاذبة كطول العمر وأن لا بعث ولا حساب (ولآمرنهم فليبتكن) فليقطعن أو يشققن (آذان الأنعام) لتحريم ما أحل الله وقد فعلوه بالبحائر والسوائب (ولآمرنهم

(1) خطية: بقلب الهمزة ياء وإدغامها في الياء وقفا.
(2) نجويهم.
(3) نوتيه - يؤتيه.
(4) الهدى. بكسر الدال بعدها ياء.
(5) المؤمنين.
(6) نوله ما تولى.
(7) نصله بسكون الهاء.
(8) هنا سقط وعبارة القاضي كذا. لعنه الله صفة ثانية للشيطان وقال لاتخذن من عبادك نصيبا مفروضا عطف عليه أي شيطانا مريدا جامعا بين لعنة الله وهذا القول الدال على فرط عداوته للناس. (حرره نصر الله التقوى).
(١٢٥)
مفاتيح البحث: الخسران (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»