تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ١٣١
ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا * (163) * ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما * (164) * رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة) * بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما * (165) * لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا * (166) * إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضلالا) * بعيدا * (167) * إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا * (168) * إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا * (169) * يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فامنوا خيرا لكم وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما * (170) * يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فامنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا * (171) * لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم
____________________
ويونس وهارون وسليمان) خصوا بالذكر بعد التعميم للتعظيم (وآتينا داود زبورا (1) ورسلا) أرسلنا رسلا (قد قصصناهم عليك من قبل) قبل ذلك اليوم (ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى (2) تكليما) بلا واسطة (رسلا) نصب على المدح أو بإضمار أرسلنا (مبشرين) بالثواب للمطيعين (ومنذرين) بالعقاب للعاصين (لئلا (3) يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) فيقولوا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين (وكان الله عزيزا) لا يقهر (حكيما) فيما يدبر (لكن الله يشهد بما أنزل إليك) من القرآن إن لم يشهد الكفار (أنزله) متلبسا (بعلمه) بأنه معجز أو بأنك أهل بإنزاله (والملائكة يشهدون) أيضا (وكفى (4) بالله شهيدا إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله) دين الإسلام (قد ضلوا ضلالا بعيدا) عن الحق لجمعهم بين الضلال والإضلال (إن الذين كفروا وظلموا) جمعوا بين الكفر والظلم أو ظلموا محمدا بتكذيبه أو آل محمد حقهم كما روي (لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم) في القيامة (طريقا إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا) هينا (يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيرا) يكن الإيمان خيرا (لكم وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض) ملكا وخلقا فلا يضره كفركم (وكان الله عليما) بخلقه (حكيما) في تدبيره لهم (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم) خطاب للفريقين لأن اليهود غلت في عيسى وقالوا ولد لغير رشدة والنصارى عبدوه أو النصارى خاصة لقوله (ولا تقولوا على الله إلا الحق) من تنزيهه عن الشريك والولد (إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها (5)) أوصلها (إلى مريم) وسمي كلمته لأنه وجد بكلمته (وروح منه) هي روح مخلوقة اختارها الله واصطفاها (فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا) الآلهة (ثلاثة) الله وعيسى وأمه أو الأب والابن وروح القدس (انتهوا) عن الثلاث يكن (خيرا لكم إنما الله إله واحد) لا شريك له ولا ولد ولا صاحبة (سبحانه) أنزهه تنزيها من (أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض) ملكا وخلقا فما يصنع بالولد والصاحبة (وكفى (6) بالله وكيلا لن يستنكف) لن يأنف (المسيح أن يكون عبدا لله) استنكف وفد نجران أن يقال عيسى عبد الله فنزلت (ولا الملائكة المقربون) بل كفاهم فخرا أن يكونوا عبيدا (ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فيسحشرهم.

(1) زبورا: بضم أوله.
(2) موسى: بكسر السين بعدها ياء.
(3) ليلا.
(4) وكفى: بسكر الفاء بعدها ياء.
(5) ألقيها.
(6) وكفى: بكسر الفاء بعدها ياء.
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»