وقد ورد في بعض الروايات صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع خديجة وعلي في أوائل البعثة وإن لم يذكر كيفية صلاتهم.
وبالجملة قوله: " أرأيت " بمعنى أخبرني، والاستفهام للتعجيب، والمفعول الأول لقوله:
" أرأيت " الأول قوله: " الذي ينهى " ولا رأيت الثالث ضمير عائد إلى الموصول، ولا رأيت الثاني ضمير عائد إلى قوله: " عبدا " والمفعول الثاني لأرأيت في المواضع الثلاث قوله:
" ألم يعلم بأن الله يرى ".
ومحصل معنى الآيات أخبرني عن الذي ينهى عبدا إذا صلى وعبد الله الناهي يعلم أن الله يرى ما يفعله كيف يكون حاله. اخبرني عن هذا الناهي ان كان ذاك العبد المصلي على الهدى أو أمر بالتقوى كيف يكون حال هذا الناهي وهو يعلم أن الله يرى.
أخبرني عن هذا الناهي ان تلبس بالتكذيب للحق والتولي عن الايمان به ونهى العبد المصلي عن الصلاة وهو يعلم أن الله يرى؟ هل يستحق الا العذاب؟
وقيل: المفعول الأول لأرأيت في جميع المواضع الثلاث هو الموصول أو الضمير العائد إليه تحرزا عن التفكيك بين الضمائر.
والأولى على هذا أن يجعل معنى قوله: " أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى " أخبرني عن هذا الناهي إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى وهو يعلم أن الله يرى ماذا كان يجب عليه أن يفعله ويأمر به؟ وكيف يكون حاله وقد نهى عن عبادة الله سبحانه؟
وهو مع ذلك معنى بعيد ولا بأس بالتفكيك بين الضمائر مع مساعدة السياق وإعانة القرائن.
وقوله: " ألم يعلم بأن الله يرى " المراد به العلم على طريق استلزام فأن لازم الاعتقاد بأن الله خالق كل شئ هو الاعتقاد بأن له علما بكل شئ وإن غفل عنه وقد كان الناهي وثنيا مشركا والوثنية معترفون بأن الله هو خالق كل شئ وينزهونه عن صفات النقص فيرون أنه تعالى لا يجهل شيئا ولا يعجز عن شئ وهكذا.
قوله تعالى: " كلا لان لم ينته لنسفعن بالناصية ناصية كاذبة خاطئة " قال في المجمع:
والسفع الجذب الشديد يقال: سفعت بالشئ إذا قبضت عليه وجذبته جذبا شديدا.
انتهى، وفي توصيف الناصية بالكذب والخطأ وهما وصفا صاحب الناصية مجاز.
وفي الكلام ردع وتهديد شديد، والمعنى ليس الامر كما يقول ويريد أو ليس له ذلك.