عليه، والمراد به ظهور ثقل الوزر عليه ظهورا بالغا.
ووضع الوزر إذهاب ما يحس من ثقله وجمله: " ووضعنا عنك وزرك " معطوفة على قوله: " ألم نشرح " الخ لما أن معناه قد شرحنا لك صدرك.
والمراد بوضع وزره صلى الله عليه وآله وسلم على ما يفيده السياق - وقد أشرنا إليه - إنفاذ دعوته وإمضاء مجاهدته في الله بتوفيق الأسباب فإن الرسالة والدعوة وما يتفرع على ذلك هي الثقل الذي حمله إثر شرح صدره.
وقيل: وضع الوزر إشارة إلى ما وردت به الرواية أن ملكين نزلا عليه وفلقا صدره وأخرجا قلبه وطهراه ثم رداه إلى محله وستوافيك روايته.
وقيل: المراد بالوزر ما صدر عنه صلى الله عليه وآله وسلم قبل البعثة، وقيل: غفلته عن الشرائع ونحوها مما يتوقف على الوحي مع تطلبه، وقيل: حيرته في بعض الأمور كأداء حق الرسالة، وقيل: الوحي وثقله عليه في بادئ أمره، وقيل: ما كان يرى من ضلال قومه وعنادهم مع عجزه عن إرشادهم، وقيل: ما كان يرى من تعديهم ومبالغتهم في إيذائه، وقيل: همه لوفاة عمه أبي طالب وزوجه خديجة، وقيل: الوزر المعصية ورفع الوزر عصمته، وقيل: الوزر ذنب أمته ووضعه غفرانه.
وهذه الوجوه بعضها سخيف وبعضها ضعيف لا يلائم السياق، وهي بين ما قيل به وبين ما احتمل احتمالا.
قوله تعالى: " ورفعنا لك ذكرك " رفع الذكر إعلاؤه عن مستوى ذكر غيره من الناس وقد فعل سبحانه به ذلك، ومن رفع ذكره أن قرن الله اسمه صلى الله عليه وآله وسلم باسمه فاسمه قرين اسم ربه في الشهادتين اللتين هما أساس دين الله، وعلى كل مسلم أن يذكره مع ربه كل يوم في الصلوات الخمس المفروضة، ومن اللطف وقوع الرفع بعد الوضع في الآيتين.
قوله تعالى: " فإن مع العسر يسرا " لا يبعد أن يكون تعليلا لما تقدم من وضع الوزر ورفع الذكر فما حمله الله من الرسالة وأمر به من الدعوة - وذلك أثقل ما يمكن لبشر أن يحمله - كان قد اشتد عليه الامر بذلك، وكذا تكذيب قومه دعوته واستخفافهم به وإصرارهم على إمحاء ذكره كان قد اشتد عليه فوضع الله وزره الذي حمله بتوفيق الناس لإجابة دعوته ورفع ذكره الذي كانوا يريدون إمحاءه وكان ذلك جريا على سنته تعالى في الكون من الاتيان باليسر بعد العسر فعلل رفع الشدة عنه صلى الله عليه وآله وسلم بما أشار إليه من