تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ٣٢٩
" والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى ".
أقول: وفي رواية أن الذي ألقاه جبريل سورة الحمد.
والقصة لا تخلو من شئ وأهون ما فيها من الاشكال شك النبي صلى الله عليه وسلم في كون ما شاهده وحيا إلهيا من ملك سماوي ألقى إليه كلام الله وتردده بل ظنه أنه من مس الشياطين بالجنون، وأشكل منه سكون نفسه في كونه نبوة إلى قول رجل نصراني مترهب وقد قال تعالى: " قل إني على بينة من ربي " الانعام: 57 وأي حجة بينة في قول ورقة؟
وقال تعالى: " قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني " فهل بصيرته صلى الله عليه وسلم هي سكون نفسه إلى قول ورقة؟ وبصيرة من اتبعه سكون أنفسهم إلى سكون نفسه إلى ما لا حجة فيه قاطعة؟ وقال تعالى: " إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده " النساء: 163 فهل كان اعتمادهم في نبوتهم على مثل ما تقصه هذه القصة؟
والحق أن وحي النبوة والرسالة يلازم اليقين من النبي والرسول بكونه من الله تعالى على ما ورد عن أئمة أهل البيت عليهم السلام.
وفي المجمع في قوله: " أرأيت الذي ينهى " الآية إن أبا جهل قال: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ قالوا: نعم. قال: فبالذي يحلف به لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن رقبته فقيل له: ها هو ذلك يصلي فانطلق ليطأ على رقبته فما فجأهم إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه فقالوا: مالك يا أبا الحكم؟ قال: إن بيني وبينه خندقا من نار وهؤلاء أجنحة، وقال نبي الله: والذي نفسي بيده لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا فأنزل الله " أرأيت الذي ينهى " إلى آخر السورة. رواه مسلم في الصحيح.
وفي تفسير القمي في الآية: كان الوليد بن المغيرة ينهى الناس عن الصلاة وأن يطاع الله ورسوله فقال الله: أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى ".
أقول: مفاده لا يلائم ظهور سياق الآيات في كون المصلي هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي المجمع في الحديث عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أقرب ما يكون العبد من الله إذا كان ساجدا.
وفي الكافي بإسناده إلى الوشاء قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: أقرب ما يكون العبد من الله وهو ساجد وذلك قوله: " واسجد واقترب ".
وفي المجمع روى عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: العزائم ألم التنزيل وحم السجدة والنجم إذا هوى واقرء باسم ربك، وما عداها في جميع القرآن مسنون وليس بمفروض.
(٣٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 ... » »»
الفهرست