تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٩٤
طريق الرسالة.
والظاهر أن المراد بالآيات مطلقها، والمشأمة خلاف الميمنة.
قوله تعالى: " عليهم نار موصدة " أي مطبقة.
(بحث روائي) في المجمع في قوله: " وأنت حل بهذا البلد ": قيل: معناه وأنت محل بهذا البلد وهو ضد المحرم، والمراد أنت حلال لك قتل من رأيت من الكفار، وذلك حين أمر بالقتال يوم فتح مكة فأحلها الله له حتى قاتل وقتل، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: لم يحل لاحد قبلي ولا يحل لاحد بعدي ولم يحل لي إلا ساعة من نهار. عن ابن عباس ومجاهد وعطاء.
وفيه في الآية وقيل: لا أقسم بهذا البلد وأنت حلال منتهك الحرمة مستباح العرض لا تحترم فلا تبقى للبلد حرمة حيث هتكت عن أبي مسلم وهو المروي عن أبي عبد الله عليه السلام.
قال: كانت قريش تعظم البلد وتستحل محمدا فيه فقال: " لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد " يريد أنهم استحلوك فيه وكذبوه وشتموك، وكانوا لا يأخذ الرجل منهم فيه قاتل أبيه ويتقلدون لحاء شجر الحرم فيأمنون بتقلدهم إياه فاستحلوا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لم يستحلوه من غيره فعاب الله ذلك عليهم.
وفيه في قوله تعالى: " ووالد وما ولد ": قيل: آدم وما ولد من الأنبياء والأوصياء واتباعهم. عن أبي عبد الله عليه السلام.
أقول: والمعاني السابقة مروية من طرق أهل السنة في أحاديث موقوفة، وروى القمي في تفسيره الأخيرتين بالارسال والاضمار.
وفي تفسير القمي " يقول أهلكت مالا لبدا " قال: اللبد المجتمع وفي المجمع في الآية قيل: هو الحارث بن نوفل بن عبد مناف وذلك أنه أذنب ذنبا فاستفتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأمره أن يكفر فقال: لقد ذهب مالي في الكفارات والنفقات منذ دخلت في دين محمد، عن مقاتل.
وفي المجمع أنه قيل لأمير المؤمنين عليه السلام: إن أناسا يقولون في قوله: " وهديناه النجدين ": أنهما الثديان فقال: لا هما الخير والشر.
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»
الفهرست