لذي حجر " الفجر الصبح والشفع الزوج، قال الراغب: الشفع ضم الشئ إلى مثله ويقال للمشفوع شفع. انتهى. وسرى الليل مضية وإدباره، والحجر العقل فقوله: " والفجر " إقسام بالصبح وكذا الحال فيما عطف عليه من ليال والشفع والوتر والليل.
ولعل ظاهر قوله: " والفجر " أن المراد به مطلق الفجر ولا يبعد أيضا أن يراد به فجر يوم النحر وهو عاشر ذي الحجة.
وقيل: المراد فجر ذي الحجة، وقيل: فجر المحرم أول السنة وقيل: فجر يوم الجمعة، وقيل فجر ليلة جمع، وقيل: المراد به صلاة الفجر، وقيل: النهار كله وقيل:
فجر العيون من الصخور وغيرها وهي وجوه ردية.
وقوله: " وليال عشر " لعل المراد بها الليالي العشر من أول ذي الحجة إلى عاشرها والتنكير للتفخيم.
وقيل: المراد بها الليالي العشر من آخر شهر رمضان، وقيل: الليالي العشر من أوله، وقيل الليالي العشر من أول المحرم، وقيل: المراد عبادة ليال عشر على تقدير أن يراد بالفجر صلاة الفجر.
وقوله " والشفع والوتر " يقبل الانطباق على يوم التروية ويوم عرفة وهو الأنسب على تقدير أن يراد بالفجر وليال عشر فجر ذي الحجة والعشر الأول من لياليها.
وقيل: المراد صلاتا الشفع والوتر في آخر الليل، وقيل: مطلق الصلاة فمنها شفع ومنها وتر، وقيل: الشفع يوم النحر والوتر يوم عرفة، وقيل: الشفع جميع الخلق لأنه قال: وخلقناكم أزواجا " النبأ: 8 والوتر هو الله تعالى، وعلى هذه الأقوال روايات ستوافيك في البحث الروائي الآتي إن شاء الله.
وقيل: المراد الزوج والفرد من العدد، وفي الأقسام بهما تذكير بالعدد لما في ضبط المقادير به من عظيم النعمة من الله سبحانه، وقيل: الشفع والوتر جميع المخلوقات لان الأشياء إما زوج وإما فرد، وقيل: الوتر آدم شفع بزوجته، وقيل: الشفع الأيام والليالي والوتر اليوم الذي لا ليل بعده وهو يوم القيامة، وقيل: الشفع الصفا والمروة والوتر البيت الحرام، وقيل: الشفع أيام عاد والوتر لياليها، وقيل: الشفع أبواب الجنة وهي ثمانية والوتر أبواب جهنم وهي سبعة إلى غير ذلك وهي كثيرة أنهاها بعضهم إلى ستة وثلاثين قولا ولا يخلو أكثرها من تحكم.