تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٧٨
فيقول ربى أهانن - 16. كلا بل لا تكرمون اليتيم - 17. ولا تحاضون على طعام المسكين - 18. وتأكلون التراث أكلا لما - 19. وتحبون المال حبا جما - 20. كلا إذا دكت الأرض دكا دكا - 21. وجاء ربك والملك صفا صفا - 22. وجئ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وأنى له الذكرى - 23. يقول يا ليتني قدمت لحياتي - 24.
فيومئذ لا يعذب عذابه أحد - 25. ولا يوثق وثاقه أحد - 26.
يا أيتها النفس المطمئنة - 27. ارجعي إلى ربك راضية مرضية - 28.
فادخلي في عبادي - 29. وادخلي جنتي - 30.
(بيان) في السورة ذم التعلق بالدنيا المتعقب للطغيان والكفران وإيعاد أهله بأشد عذاب الله في الدنيا والآخرة فتبين أن الانسان لقصور نظره وسوء فكره يرى أن ما آتاه الله من نعمه من كرامته على الله وأن ما يتلبس به من الفقر والعدم من هوانه فيطغى ويفسد في الأرض إذا وجد ويكفر إذا فقد وقد اشتبه عليه الامر فما يصيبه من القدرة والثروة ومن الفقر وضيق المعاش امتحان وابتلاء إلهي ليظهر به ماذا يقدم من دنياه لأخراه.
فليس الامر على ما يتوهمه الانسان ويقوله بل الامر كما سيتذكره إذا وقع الحساب وحضر العذاب أن ما أصابه من فقر أو غنى أو قوة أو ضعف كان امتحانا إلهيا وكان يمكنه أن يقدم من يومه لغده فلم يفعل وآثر العقاب على الثواب فليس ينال الحياة السعيدة في الآخرة إلا النفس المطمئنة إلى ربها المسلمة لامره التي لا تتزلزل بعواصف الابتلاءات ولا يطغيه الوجدان ولا يكفره الفقدان.
والسورة مكية بشهادة سياق آياتها.
قوله تعالى: " والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر هل في ذلك قسم
(٢٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 ... » »»
الفهرست