نوره وتبدر.
قوله تعالى: " لتركبن طبقا عن طبق " جواب القسم والخطاب للناس والطبق هو الشئ أو الحال الذي يطابق آخر سواء كان أحدهما فوق الآخر أم لا والمراد به كيف كان المرحلة بعد المرحلة يقطعها الانسان في كدحه إلى ربه من الحياة الدنيا ثم الموت ثم الحياة البرزخية ثم الانتقال إلى الآخرة ثم الحياة الآخرة ثم الحساب والجزاء.
وفي هذا الأقسام - كما ترى - تأكيد لما في قوله: " يا أيها الانسان إنك كادح " الآية وما بعده من نبأ البعث وتوطئة وتمهيد لما في قوله: " فما لهم لا يؤمنون " من التعجيب والتوبيخ وما في قوله: " فبشرهم بعذاب " الخ من الانذار والتبشير.
وفي الآية إشارة إلى أن المراحل التي يقطعها الانسان في مسيره إلى ربه مترتبة متطابقة.
قوله تعالى: " فما لهم لا يؤمنون وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون " الاستفهام للتعجيب والتوبيخ ولذا ناسب الالتفات الذي فيه من الخطاب إلى الغيبة كأنه لما رآى أنهم لا يتذكرون بتذكيره ولا يتعظون بعظته أعرض عنهم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فخاطبه بقوله: " فما لهم لا يؤمنون " الخ.
قوله تعالى: " بل الذين كفروا يكذبون والله أعلم بما يوعون " " يكذبون " يفيد الاستمرار، والتعبير عنهم بالذين كفروا للدلالة على علة التكذيب، والايعاء كما قيل جعل الشئ في وعاء.
والمعنى: أنهم لم يتركوا الايمان لقصور في البيان أو لانقطاع من البرهان لكنهم اتبعوا أسلافهم ورؤساءهم فرسخوا في الكفر واستمروا على التكذيب والله يعلم بما جمعوا في صدورهم وأضمروا في قلوبهم من الكفر والشرك.
وقيل: المراد بقوله: " والله أعلم بما يوعون " أن لهم وراء التكذيب مضمرات في قلوبهم لا يحيط بها العبارة ولا يعلمها إلا الله، وهو بعيد من السياق.
قوله تعالى: " فبشرهم بعذاب أليم " التعبير عن الاخبار بالعذاب بالتبشير مبني على التهكم، والجملة متفرعة على التكذيب.
قوله تعالى: " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون " استثناء منقطع من ضمير " فبشرهم " والمراد بكون أجرهم غير ممنون خلوه من قول يثقل على المأجور.
(بحث روائي) في تفسير القمي في قوله تعالى: " إذا السماء انشقت " قال: يوم القيامة.
وفي الدر المنثور أخرج ابن أبي حاتم عن علي قال تنشق السماء من المجرة.