تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٣٩
ومنه سنام الإبل ويقال: سنم الاناء أي ملأه.
قوله تعالى: " عينا يشرب بها المقربون " يقال: شربه وشرب به بمعنى و " عينا " منصوب على المدح أو الاختصاص و " يشرب بها المقربون " وصف لها والمجموع تفسير للتسنيم.
ومفاد الآية أن المقربين يشربون التسنيم صرفا كما أن مفاد قوله: " ومزاجه من تسنيم " أنه يمزج بها ما في كأس الأبرار من الرحيق المختوم، ويدل ذلك أولا على أن التسنيم أفضل من الرحيق المختوم الذي يزيد لذة بمزجها، وثانيا أن المقربين أعلى درجة من الأبرار الذين يصفهم الآيات.
قوله تعالى: " إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون " ويعطي السياق أن المراد بالذين آمنوا هم الأبرار الموصوفون في الآيات وإنما عبر عنهم بالذين آمنوا لان سبب ضحك الكفار منهم واستهزائهم بهم إنما هو إيمانهم كما أن التعبير عن الكفار بالذين أجرموا للدلالة على أنهم بذلك من المجرمين.
قوله تعالى: " وإذا مروا بهم يتغامزون " عطف على قوله: " يضحكون " أي كانوا إذا مروا بالذين آمنوا يغمز بعضهم بعضا ويشيرون بأعينهم استهزاء بهم.
قوله تعالى: " وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين " الفكه بالفتح فالكسر المرح البطر، والمعنى وكانوا إذا انقلبوا وصاروا إلى أهلهم عن ضحكهم وتغامزهم انقلبوا ملتذين فرحين بما فعلوا أو هو من الفكاهة بمعنى حديث ذوي الانس والمعنى انقلبوا وهم يحدثون بما فعلوا تفكها.
قوله تعالى: " وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون " على سبيل الشهادة عليهم بالضلال أو القضاء عليهم والثاني أقرب.
قوله تعالى: " وما أرسلوا عليهم حافظين " أي وما ارسل هؤلاء الذين أجرموا حافظين على المؤمنين يقضون في حقهم بما شاؤوا أو يشهدون عليهم بما هووا، وهذا تهكم بالمستهزئين.
قوله تعالى: " فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون " المراد باليوم يوم الجزاء، والتعبير عن الذين أجرموا بالكفار رجوع إلى حقيقة صفتهم. قيل: تقديم الجار والمجرور على الفعل أعني " من الكفار " على " يضحكون " لإفادة قصر القلب، والمعنى فاليوم الذين آمنوا يضحكون من الكفار لا الكفار منهم كما كانوا يفعلون في الدنيا.
قوله تعالى: " على الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون " الثواب في
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»
الفهرست