ذلك، قلوبهم تهوى إليهم لأنها خلقت مما خلقوا منه ثم تلا هذه الآية " كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين ".
أقول: وروى مثله في أصول الكافي بطريق آخر عن الثمالي عنه عليه السلام، ورواه في علل الشرائع بإسناد فيه رفع عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام مثله، والأحاديث - كما ترى - تؤيد ما قدمناه في معنى الآيات.
وفي تفسير القمي في قوله تعالى: " كلا إن كتاب الفجار لفي سجين " قال: ما كتب الله لهم من العذاب لفي سجين.
وفيه في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: السجين الأرض السابعة وعليون السماء السابعة.
أقول: الرواية لو صحت مبنية على انتساب الجنة والنار إلى جهتي العلو والسفل بنوع من العناية ولذلك نظائر في الروايات كعد القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار وعد وادي برهوت مكانا لجهنم.
وفي الدر المنثور أخرج ابن المبارك عن سعيد بن المسيب قال: التقى سلمان وعبد الله ابن سلام فقال أحدهما لصاحبه: إن مت قبلي فالقني فأخبرني بما صنع ربك بك وإن أنا مت قبلك لقيتك فأخبرتك فقال عبد الله: كيف يكون هذا؟ قال: نعم إن أرواح المؤمنين تكون في برزخ من الأرض تذهب حيث شاءت ونفس الكافر في سجين والله أعلم.
وفي أصول الكافي بإسناده عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما من عبد إلا وفي قلبه نكتة بيضاء فإذا أذنب ذنبا خرج في تلك النكتة نكتة سوداء فإن تاب ذهب ذلك السواد، وإن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطي البياض فإذا غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبدا وهو قول الله عز وجل: " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ".
أقول: وروى هذا المعنى في الدر المنثور عن عدة من أصحاب الجوامع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وفيه باسناده عن عبد الله بن محمد الحجال عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تذاكروا وتلاقوا وتحدثوا فإن الحديث جلاء للقلوب إن القلوب لترين كما يرين السيف وجلاؤه الحديث.
وعن روضة الواعظين قال الباقر عليه السلام ما شئ أفسد للقلب من الخطيئة إن القلب