تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٢٨
لنفس شيئا فلا تقدر على دفع شر عنها ولا جلب خير لها، ولا ينافي ذلك آيات الشفاعة لأنها بإذن الله المالك لها لا غير.
وقوله: " والامر يومئذ لله " أي هو المالك للامر ليس لغيره من الامر شئ.
والمراد بالامر كما قيل واحد الأوامر لقوله تعالى: " لمن الملك اليوم لله الواحد القهار " المؤمن: 16 وشأن الملك المطاع، الامر بالمعنى المقابل للنهي، والامر بمعنى الشأن لا يلائم المقام تلك الملاءمة.
(بحث روائي) في تفسير القمي في قوله تعالى: " وإذا القبور بعثرت " قال: تنشق فتخرج الناس منها.
وفي الدر المنثور أخرج الحاكم وصححه عن حذيفة قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم من استن خيرا فاستن به فله أجره ومثل أجور من اتبعه غير منتقص من أجورهم ومن استن شرا فاستن به فله وزره ومثل أوزار من اتبعه غير منتقص من أوزارهم، وتلا حذيفة " علمت نفس ما قدمت وأخرت ".
وفيه أخرج عبد بن حميد عن صالح بن مسمار قال: بلغني أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تلا هذه الآية " يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم " ثم قال: جهله.
وفي تفسير القمي " في أي صورة ما شاء ركبك " قال: لو شاء ركبك على غير هذه الصورة.
أقول: ورواه في المجمع عن الصادق عليه السلام مرسلا.
وفيه " وإن عليكم لحافظين " قال: الملكان الموكلان بالانسان.
وعن سعد السعود وفي رواية انهما - يعني الملكين الموكلين - يأتيان المؤمن عند حضور صلاة الفجر فإذا هبطا صعد الملكان الموكلان بالليل فإذا غربت الشمس نزل إليه الموكلان بكتابة الليل، ويصعد الملكان الكاتبان بالنهار بديوانه إلى الله عز وجل.
فلا يزال ذلك دأبهم إلى وقت حضور أجله فإذا حضر أجله قالا للرجل الصالح:
جزاك الله من صاحب عنا خيرا فكم من عمل صالح أريتناه، وكم من قول حسن أسمعتناه، وكم من مجلس خير أحضرتناه فنحن اليوم على ما تحبه وشفعاء إلى ربك، وإن كان عاصيا قالا له: جزاك الله من صاحب عنا شرا فلقد كنت تؤذينا فكم من عمل سيئ أريتناه، وكم من قول سيئ أسمعتناه، و [كم ظ] من مجلس سوء أحضرتناه ونحن اليوم لك
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»
الفهرست