والنصب بفتحتين التعب والمشقة، واللغوب بضم اللام: العي والتعب في طلب المعاش وغيره.
والمعنى: الذي جعلنا حالين في دار الخلود من فضله من غير استحقاق منا عليه لا يمسنا في هذه الدار وهي الجنة مشقة وتعب ولا يمسنا فيها عي ولا كلال في طلب ما نريد أي إن لنا فيها ما نشاء.
وفي قوله: " من فضله " مناسبة خاصة مع قوله السابق: " ذلك هو الفضل الكبير ".
قوله تعالى: " والذين كفروا لهم نار جهنم " إلى آخر الآية اللام في " لهم " للاختصاص ويفيد كون النار جزاء لهم لا ينفك عنهم، وقوله: " لا يقضى عليهم فيموتوا " أي لا يحكم عليهم بالموت حتى يموتوا فهم أحياء على ما هم فيه من شدة العذاب ولا يخفف عنهم من عذاب النار كذلك نجزي كل كفور شديد الكفران أو كثيره.
قوله تعالى: " وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا " إلى آخر الآية في المجمع:
الاصطراخ الصياح والنداء بالاستغاثة افتعال من الصراخ انتهى.
وقوله: " ربنا أخرجنا " الخ. بيان لاصطراخهم، وقوله: " أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر " الخ. جواب اصطراخهم وقوله: " فذوقوا " وقوله: " فما للظالمين من نصير " كل منهما متفرع على ما قبله.
والمعنى، وهؤلاء الذين في النار من الكفار يصطرخون ويصيحون بالاستغاثة فيها قائلين: ربنا أخرجنا من النار نعمل صالحا غير سيئ غير الذي كنا نعمل فيقال لهم ردا عليهم: - كلا - أو لم نعمركم عمرا يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فأنذركم هذا العذاب فلم تتذكروا ولم تؤمنوا؟ فذوقوا العذاب فما للظالمين من نصير ينصرهم ليتخلصوا من العذاب.
قوله تعالى: " إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور " فيعاملكم بما في باطنكم من الاعتقاد وآثار الأعمال ويحاسبكم عليه سواء وافق ظاهركم باطنكم أو خالف قال تعالى: " إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله " البقرة: 284، وقال: " يوم تبلى السرائر " الطارق: 9.