المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب - 35.
والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور - 36. وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير - 37. إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور - 38.
(بيان) رجوع إلى ذكر آيات أخر من آيات التوحيد وفيها انتقال إلى حديث الكتاب وأنه حق نازل من عند الله تعالى وقد انجر الكلام في الفصل السابق من الآيات إلى ذكر النبوة والكتاب حيث قال: " إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا " وقال: " جاؤوا بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير " فكان من الحري أن يتعرض لصفة الكتاب وما تستتبعه من الآثار.
قوله تعالى: " ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها " الخ. حجة أخرى على التوحيد وهو أن الله سبحانه ينزل الماء من السماء بالأمطار وهو أقوى العوامل المعينة لخروج الثمرات، ولو كان خروجها عن مقتضى طباع هذا العامل وهو واحد لكان جميعها ذا لون واحد فاختلاف الألوان يدل على وقوع التدبير الإلهي.
والقول بأن اختلافها منوط باختلاف العوامل المؤثرة فيها ومنها اختلاف العناصر الموجودة فيها نوعا وقدرا وخصوصية التأليف.
مدفوع بأن الكلام منقول حينئذ إلى اختلاف نفس العناصر وهي منتهية إلى