خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شئ قدير - 39.
(بيان) رجوع إلى حديث كفرهم بالقرآن المذكور في أول السورة وذكر كيدهم لابطال حجته، وفي الآيات ذكر الكفار وبعض ما في عقبى ضلالتهم وأهل الاستقامة من المؤمنين وبعض ما لهم في الآخرة ومتفرقات اخر.
قوله تعالى: " وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون " اللغو من الامر ما لا أصل له ومن الكلام ما لا معنى له يقال: لغى يلغى ويلغو لغوا أي أتى باللغو، والإشارة إلى القرآن مع ذكر اسمه دليل على كمال عنايتهم بالقرآن لاعفاء أثره.
والآية تدل على نهاية عجزهم عن مخاصمة القرآن بإتيان كلام يعادله ويماثله أو إقامة حجة تعارضه حتى أمر بعضهم بعضا أن لا ينصتوا له ويأتوا بلغو الكلام عند قراءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم القرآن ليختل به قراءته ولا تقرع أسماع الناس آياته فيلغو أثره وهو الغلبة.
قوله تعالى: " فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا " الخ اللام للقسم، والمراد بالذين كفروا بحسب مورد الآية هم الذين قالوا: لا تسمعوا لهذا القرآن وإن كانت الآية مطلقة بحسب اللفظ.
وقوله: " ولنجزينهم أسوء الذي كانوا يعملون " قيل: المراد العمل السيئ الذي كانوا يعملون بتجريد أفعل عن معنى التفضيل، وقيل: المراد بيان جزاء ما هو أسوء أعمالهم وسكت عن الباقي مبالغة في الزجر.
قوله تعالى: " ذلك جزاء أعداء الله النار " الخ " ذلك جزاء " مبتدء وخبر و " النار " بدل أو عطف بيان من " ذلك " أو خبر مبتدء محذوف والتقدير هي النار أو مبتدء خبره " لهم فيها دار الخلد ".
وقوله: " لهم فيها دار الخلد " أي النار محيطة بهم جميعا ولكل منهم فيها دار