يظلمون " البقرة: 57.
وقوله: " كثيرا مما تعملون " ولم يقل: لا يعلم ما تعملون ولعل ذلك لكونهم معتقدين بالله وبصفاته العليا التي منها العلم فهم يعتقدون فيه العلم في الجملة لكن حالهم في المعاصي حال من لا يرى علمه بكثير من أعماله.
ويستفاد من الآية أن شهادة الشهود شهادته تعالى بوجه قال تعالى: " ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهود إذ تفيضون فيه " يونس: 61.
ولهم في توجيه معنى الآية أقوال اخر لا يساعد عليها السياق ولا تخلو من تكلف أضربنا عن التعرض لها.
قوله تعالى: " وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين " الارداء من الردى بمعنى الهلاك، و " ذلكم ظنكم " مبتدء وخبر و " أرداكم " خبر بعد خبر، ويمكن أن يكون " ظنكم " بدلا من ذلكم.
ومعنى الآية على الأول وذلكم الظن الذي ذكر ظن ظننتموه لا يغني من الحق شيئا والعلم والشهادة على حالها أهلككم ذلك الظن فأصبحتم من الخاسرين.
وعلى الثاني وظنكم الذي ظننتم بربكم أنه لا يعلم كثيرا مما تعملون أهلككم إذ هون عليكم أمر المعاصي وأدى بكم إلى الكفر فأصبحتم من الخاسرين.
قوله تعالى: " فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين " في المفردات: الثواء الإقامة مع الاستقرار. انتهى، وفي المجمع الاستعتاب طلب العتبى وهي الرضا وهو الاسترضاء، والاعتاب الارضاء، وأصل الأعتاب عند العرب استصلاح الجلد بإعادته في الدباغ ثم استعير فيما يستعطف به البعض بعضا لإعادته ما كان من الألفة. انتهى.
ومعنى الآية فإن يصبروا فالنار مأواهم ومستقرهم وإن يطلبوا الرضى ويعتذروا لينجوا من العذاب فليسوا ممن يرضى عنهم ويقبل إعتابهم و معذرتهم فالآية في معنى قوله: " اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم " الطور: 16.
قوله تعالى: " وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم " إلى آخر