يغتفر في غيرها، وقيل متعلق بأذكر المقدر.
قوله تعالى: " إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون " أي أي شئ تعبدون؟ وانما سألهم عن معبودهم وهو يرى أنهم يعبدون الأصنام تعجبا واستغرابا.
قوله تعالى: " أإفكا آلهة دون الله تريدون " أي تقصدون آلهة دون الله افكا وافتراء، انما قدم الإفك والآلهة لتعلق عنايته بذلك.
قوله تعالى: " فنظر نظرة في النجوم فقال اني سقيم " لا شك أن ظاهر الآيتين أن اخباره عليه السلام بأنه سقيم مرتبط بنظرته في النجوم ومبني عليه ونظرته في النجوم اما لتشخيص الساعة وخصوص الوقت كمن به حمى ذات نوبة يعين وقتها بطلوع كوكب أو غروبها أو وضع خاص من النجوم واما للوقوف على الحوادث المستقبلة التي كان المنجمون يرون أن الأوضاع الفلكية تدل عليها، وقد كان الصابئون مبالغين فيها وكان في عهده عليه السلام منهم جم غفير.
فعلى الوجه الأول لما أراد أهل المدينة أن يخرجوا كافة إلى عيد لهم نظر إلى النجوم وأخبرهم أنه سقيم ستعتريه العلة فلا يقدر على الخروج معهم.
وعلى الوجه الثاني نظر عليه السلام حينذاك إلى النجوم نظرة المنجمين فأخبرهم أنها تدل على أنه سيسقم فليس في وسعه الخروج معهم.
وأول الوجهين أنسب لحاله عليه السلام وهو في إخلاص التوحيد بحيث لا يرى لغيره تعالى تأثيرا، ولا دليل لنا قويا يدل على أنه عليه السلام لم يكن به في تلك الأيام سقم أصلا، وقد أخبر القرآن بإخباره بأنه سقيم وذكر سبحانه قبيل ذلك أنه جاء ربه بقلب سليم فلا يجوز عليه كذب ولا لغو من القول.
ولهم في الآيتين وجوه آخر أوجهها أن نظرته في النجوم وإخباره بالسقم من المعاريض في الكلام والمعاريض أن يقول الرجل شيئا يقصد به غيره ويفهم منه غير ما يقصده فلعله نظر عليه السلام في النجوم نظر الموحد في صنعه تعالى يستدل به عليه تعالى وعلى وحدانيته وهم يحسبون أنه ينظر إليها نظر المنجم فيها ليستدل بها على الحوادث ثم قال:
إني سقيم يريد أنه سيعتريه سقم فإن الانسان لا يخلو في حياته من سقم ما ومرض ما