في المجمع: الروضة البستان المتناهي منظرا وطيبا. انتهى. وقال في المفردات: الحبر الأثر المستحسن - إلى أن قال - وقوله عز وجل: (في روضة يحبرون) أي يفرحون حتى يظهر عليهم حبار نعيمهم. انتهى.
والمراد بتفرق الخلق يومئذ تميز المؤمنين الصالحين من المجرمين ودخول هؤلاء النار ودخول أولئك الجنة على ما يشير إليه الآيتان التاليتان.
ولزوم هذا التميز والتفرق في الوجود هو الذي أخذه الله سبحانه حجة على ثبوت المعاد حيث قال: (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون) الجاثية: 21.
قوله تعالى: (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون) لما ذكر أنه يبدء الخلق ثم يعيدهم ويرجعهم للقائه فيفرقهم طائفتين: أهل الجنة والنعمة وأهل النار والعذاب، أما أهل الجنة فهم المؤمنون العاملون للصالحات وأما أهل النار فهم الكفار المكذبون لايات الله وقد ذكر أنهم كانوا في الدنيا أهل قوة ونعمة لكنهم نسوا الآخرة وكذبوا بآيات الله واستهزؤا بها حتى انتهى بهم الامر إلى سوء العذاب عذاب الاستئصال جزاء لظلمهم أنفسهم وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.
فتحصل من ذلك أن في دار الخلقة تدبيرا إلهيا متقنا صالحا جميلا على أجمل ما يكون وأن للانسان على توالى الأزمنة والدهور آثاما وخطيئات من العقيدة السيئة في حق ربه واتخاذ شركاء له وانكار لقائه إلى سائر المعاصي.
ذيل الكلام بتسبيحه كلما تجدد حين بعد حين وتحميده على صنعه وتدبيره في السماوات والأرض وهو مجموع العالم المشهود فهو سبحانه منزه عن هذه الاعتقادات الباطلة والأعمال الردية ومحمود في جميع ما خلقه ودبره في السماوات والأرض.
ومن هناك يظهر:
أولا: أن التسبيح والتحميد في الآيتين انشاء تنزيه وثناء منه تعالى لا من غيره حتى يكون المعنى: قولوا سبحان الله وقولوا الحمد لله فقد تكرر في كلامه تعالى تسبيحه وتحميده لنفسه كقوله: (سبحان ربك رب العزة) الصافات: 180 وقوله:
(الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده) الفرقان: 1.