تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٢٢١
وفى الدر المنثور أخرج الطبراني وابن عدي وابن مردويه عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن قول الله: (ولا تصعر خدك للناس) قال:
إلى الشدق.
وفى المجمع في قوله تعالى: (ان أنكر الأصوات لصوت الحمير) وروى عن أبي عبد الله ع قال: هي العطسة المرتفعة القبيحة والرجل يرفع صوته بالحديث رفعا قبيحا الا أن يكون داعيا أو يقرأ القرآن.
أقول: وفى جميع هذه المعاني وخاصة في العقوق روايات كثيرة متظافرة.
(كلام في قصة لقمان ونبذ من حكمه، في فصلين) 1 - لم يرد اسم لقمان في كلامه تعالى الا في سورة لقمان ولم يذكر من قصصه الا ما في قوله عز من قائل: (ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله) وقد وردت في قصته وحكمه روايات كثيرة مختلفة ونحن نورد بعض ما كان منها أقرب إلى الاعتبار.
ففي الكافي عن بعض أصحابنا رفعه إلى هشام بن الحكم قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر ع: يا هشام ان الله قال: (ولقد آتينا لقمان الحكمة) قال:
الفهم والعقل.
وفى المجمع روى نافع عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: حقا أقول لم يكن لقمان نبيا ولكن كان عبدا كثير التفكر حسن اليقين أحب الله فأحبه ومن عليه بالحكمة.
كان نائما نصف النهار إذ جاءه نداء: يا لقمان هل لك أن يجعلك الله خليفة في الأرض تحكم بين الناس بالحق؟ فأجاب الصوت ان خيرني ربى قبلت العافية ولم أقبل البلاء وان هو عزم على فسمعا وطاعة فانى أعلم أنه ان فعل بي ذلك أعانني وعصمني.
فقالت الملائكة بصوت لا يراهم: لم يا لقمان؟ قال: لان الحكم أشد المنازل وآكدها يغشاه الظلم من كل مكان ان وفى فبالحري أن ينجو، وان أخطأ أخطأ طريق الجنة، ومن يكن في الدنيا ذليلا وفى الآخرة شريفا خير من أن يكون في الدنيا شريفا وفى الآخرة ذليلا ومن تخير الدنيا على الآخرة تفته الدنيا ولا يصيب الآخرة.
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»
الفهرست