تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ١٥٩
وقوله: (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) أي بالكفر والمعاصي.
قوله تعالى: (ثم كان عاقبة الذين أساؤا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤن) بيان لما انتهى إليه أمر أولئك الظالمين ولذا عبر بثم، و (عاقبة) بالنصب خبر كان واسمه (السوأى) قدم الخبر عليه لإفادة الحصر و (أساؤا) مقطوع عن المتعلق بمعنى عملوا السوء، والسوأى الخلة التي يسوء صاحبها والمراد بها سوء العذاب و (أن كذبوا بآيات الله) بحذف لام التعليل والتقدير لتكذيبهم بآيات الله واستهزائهم بها.
والمعنى: ثم كان سوء العذاب هو الذي انتهى إليه أمر أولئك الذين عملوا السوء لم تكن لهم عاقبة غيرها لتكذيبهم بآيات الله واستهزائهم بها.
وقيل: ان (السوأى) مفعول لقوله: (أساؤا) وخبر كان هو قوله: (أن كذبوا) الخ، والمراد أن المعاصي ساقتهم إلى الكفر بتكذيب آيات الله والاستهزاء بها.
وفيه: أنه في نفسه معنى صحيح لكن المناسب للمقام هو المعنى الأول لان المقام مقام الاعتبار والانذار والمناسب له بيان انتهاء معاصيهم إلى سوء العذاب لا انتهاء معاصيهم المتفرقة إلى التكذيب والاستهزاء الذي هو أعظمها.
قوله تعالى: (الله يبدأ الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون) بعد ما ذكر الحجة وتكذيب كثير من الناس لخص القول في نتيجتها وهو أن البدء والعود بيده سبحانه وسيرجع إليه الجميع، والمراد بالخلق المخلوقون، ولذا أرجع إليه ضمير الجمع في (ترجعون).
قوله تعالى: (ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون) ذكر حال المجرمين بعد قيام الساعة وهي ساعة الرجوع إليه تعالى للحساب والجزاء، والابلاس اليأس من الله وفيه كل الشقاء.
قوله تعالى: (ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء وكانوا بشركائهم كافرين) يريد أنهم على يأسهم من الرحمة من ناحية أعمالهم أنفسهم آيسون من آلهتهم الذين اتخذوهم شركاء لله فعبدوهم ليشفعوا لهم عند الله كما كانوا يقولون في الدنيا: هؤلاء شفعاؤنا عند الله وكانوا بعبادة شركائهم كافرين ساترين.
قوله تعالى: (ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون - إلى قوله - محضرون) قال
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»
الفهرست