تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ١٥٤
ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء وكانوا بشركائهم كافرين - 13.
ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون - 14. فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون - 15. وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون - 16. فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون - 17. وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون - 18. يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيى الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون - 19.
(بيان) تفتتح السورة بوعد من الله وهو أن الروم ستغلب الفرس في بضع سنين بعد انهزامهم أيام نزول السورة عن الفرس ثم تنتقل منه إلى ذكر ميعاد أكبر وهو الوعد بيوم يرجع الكل فيه إلى الله وتقيم الحجة على المعاد ثم تنعطف إلى ذكر آيات الربوبية وتصف صفاته تعالى الخاصة به ثم تختتم السورة بوعد النصر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتؤكد القول فيه إذ تقول: (فاصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون) وقد قيل قبيل ذلك: (وكان حقا علينا نصر المؤمنين).
فغرض السورة هو الوعد القطعي منه تعالى بنصره دينه وقد قدم عليه نصر الروم على الفرس في بضع سنين من حين النزول ليستدل بانجاز هذا الوعد على انجاز ذلك الوعد، وكذا يحتج به ومن طريق العقل على أنه سينجز وعده بيوم القيامة لا ريب فيه.
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»
الفهرست