تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ١٣٠
بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون - 53. يستعجلونك بالعذاب وان جهنم لمحيطة بالكافرين - 54. يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون - 55.
(بيان) تتضمن الآيات تذييلا لقصص أولئك الأمم الماضية الهالكة بمثل ضربه الله سبحانه لاتخاذهم أولياء من دون الله فبين فيه أن بناءهم ذلك أوهن البناء ينادى ببطلانه وفساده خلق السماوات والأرض وأنهم ليس لهم من دونه من ولى كما يذكره هذا الكتاب.
ومن هنا ينتقل إلى أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتلاوة هذا الكتاب الذي أوحى إليه وإقامة الصلاة ودعوة أهل الكتاب بقول لين ومجادلة حسناء ويجيب عن اقتراح المشركين على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يأتيهم بآيات غير القرآن وأن يعجلهم بالعذاب الذي ينذرهم به.
قوله تعالى: (مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا) إلى آخر الآية، العنكبوت معروف ويطلق على الواحد والجمع ويذكر ويؤنث.
العناية في قوله: (مثل الذين اتخذوا) الخ، باتخاذ الأولياء من دون الله ولذا جئ بالموصول والصلة كما أن العناية في قوله: (كمثل العنكبوت اتخذت بيتا) إلى اتخاذها البيت فيؤل المعنى إلى أن صفة المشركين في اتخاذهم من دون الله أولياء كصفة العنكبوت في اتخاذها بيتا له نبأ، وهو الوصف الذي يدل عليه تنكير (بيتا).
ويكون قوله: (ان أوهن البيوت لبيت العنكبوت) بيانا لصفة البيت الذي أخذته العنكبوت ولم يقل: ان أوهن البيوت لبيتها كما هو مقتضى الظاهر أخذا للجملة بمنزلة المثل السائر الذي لا يتغير.
والمعنى: أن اتخاذهم من دون الله أولياء وهم آلهتهم الذين يتولونهم ويركنون
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»
الفهرست