تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٥ - الصفحة ٣٣٧
ترفعوا قبلي تضعوا قبلي فاني أراكم من خلفي كما أراكم من أمامي ثم تلي هذه الآية.
أقول: يريد صلى الله عليه وآله وسلم وضع الجبهة على الأرض ورفعها في السجدة، ورواه في الدر المنثور عن ابن عباس وغيره.
وفي الدر المنثور أخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن أبي سعيد قال: بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ عرض شاعر ينشد فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لان يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا.
أقول: وهو مروي من طرق الشيعة أيضا عن الصادق عليه السلام عنه صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي تفسير القمي قال: يعظون الناس ولا يتعظون وينهون عن المنكر ولا ينتهون ويأمرون بالمعروف ولا يعملون وهم الذين قال الله فيهم: " ألم تر أنهم في كل واد يهيمون " أي في كل مذهب يذهبون " وأنهم يقولون ما لا يفعلون " وهم الذين غصبوا آل محمد حقهم.
وفي إعتقادات الصدوق سئل الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل: " والشعراء يتبعهم الغاوون " قال: هم القصاص.
أقول: هم من المصاديق والمعنى الجامع ما تقدم في ذيل الآية.
وفي الدر المنثور أخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن من الشعر حكما وإن من البيان سحرا.
أقول: وروي الجملة الأولى أيضا عنه عن بريدة وابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأيضا عن ابن مردويه عن أبي هريرة عنه صلى الله عليه وآله وسلم ولفظه إن من الشعر حكمة، والممدوح من الشعر ما فيه نصرة الحق ولا تشمله الآية.
وفي المجمع عن الزهري قال: حدثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن كعب ابن مالك قال: يا رسول الله ما ذا تقول في الشعراء؟ قال: إن المؤمن مجاهد بسيفه ولسانه والذي نفسي بيده لكأنما تنضخونهم بالنبل.
قال الطبرسي وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لحسان بن ثابت: اهجهم أوهاجهم وروح
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»
الفهرست