وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: لما نزلت " وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين " خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى صعد على الصفا فنادي يا صباحاه فقالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد، فاجتمعوا إليه فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو؟
فجاء أبو لهب وقريش فقال صلى الله عليه وآله وسلم: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ قالوا: نعم ما جربنا عليك إلا صدقا. قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال أبو لهب: تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا؟
فنزلت: " تبت يدا أبي لهب وتب ".
وفيه أخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي أمامة قال: لما نزلت " وأنذر عشيرتك الأقربين " جمع رسول الله بني هاشم فأجلسهم على الباب وجمع نساءه وأهله فأجلسهم في البيت ثم اطلع عليهم فقال: يا بني هاشم اشتروا أنفسكم من النار واسعوا في فكاك رقابكم وافتكوها بأنفسكم من الله فإني لا أملك لكم من الله شيئا.
ثم أقبل على أهل بيته فقال: يا عائشة بنت أبي بكرو يا حفصة بنت عمر ويا أم سلمة ويا فاطمة بنت محمد ويا أم الزبير عمة رسول الله اشتروا (1) أنفسكم من الله واسعوا في فكاك رقابكم فإني لا أملك لكم من الله شيئا ولا أغني، الحديث.
أقول: وفي معنى هذه الروايات بعض روايات أخر وفي بعضها أنه صلى الله عليه وآله وسلم خص بني عبد مناف بالانذار فيشمل بني أمية وبني هاشم جميعا.
والروايات الثلاث الأول لا تنطبق عليها الآية فإنها تعمم الانذار قريشا عامة والآية تصرح بالعشيرة الأقربين وهم إما بنو عبد المطلب أو بنو هاشم وأبعد ما يكون من الآية لرواية الثانية حيث تقول: جعل يدعوهم قبائل قبائل.
على أن ما تقدم من معنى الآية وهو نفي أن تكون قرابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم تغنيهم من تقوى الله وفي الروايات إشارة إلى ذلك - حيث تقول: لا اغني عنكم من الله