تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ٢٣٦
اللغة العربية ثلاثة وقيل: المراد بالنهار الجنس فهو في نهر لكل فرد منها طرفان فيكون أطرافا، وقد طال البحث بينهم حول التوجيه اعتراضا وجوابا.
لكن الانصاف أن أصل التوجيه تعسف بعيد من الفهم فالذوق السليم - بعد اللتيا والتي يأبى أن يسمي وسط النهار أطراف النهار بفروض واعتبارات وهمية لا موجب لها في مقام التخاطب من أصلها ولا أمرا يرتضيه الذوق ولا يستبشعه.
وأما من قال " إن المراد بالتسبيح والتحميد غير الفرائض من مطلق التسبيح والحمد إما بتذكر تنزيهه والثناء عليه تعالى قلبا وإما بقول مثل سبحان الله والحمد لله لسانا أو الأعم من القلب واللسان فقالوا: المراد بما قبل طلوع الشمس وما قبل غروبها وآناء الليل الصبح والعصر وأوقات الليل وأطراف النهار الصبح والعصر.
وأما لزوم إطلاق الأطراف وهو جمع على الصبح والعصر وهما اثنان فقد أجابوا عنه بمثل ما تقدم في القول السابق من اعتبار أقل الجمع اثنين. وأما لزوم التكرار بذكر تسبيح الصبح والعصر مرتين فقد التزم به بعضهم قائلا أن ذلك للتأكيد وإظهار مزيد العناية بالتسبيح في الوقتين، ويظهر من بعضهم أن المراد بالاطراف الصبح والعصر ووسط النهار.
وأنت خبير بأنه يرد عليه نظير ما يرد على الوجه السابق بتفاوت يسير، والاشكال كله ناش من ناحية قوله: " وأطراف النهار " من جهة انطباقه على وسط النهار أو الصبح والعصر.
والذي يمكن أن يقال إن قوله: " وأطراف النهار " مفعول معه وليس بظرف بتقدير في وإن لم يذكره المفسرون على ما أذكر، والمراد بأطراف النهار ما قبل طلوع الشمس وما قبل غروبها بالنظر إلى كونهما وقتين ذوي سعة لكل منهما أجزاء كل جزء منها طرف بالنسبة إلى وسط النهار فيصح أن يسميا أطراف النهار كما يصح أن يسميا طرفي النهار وذلك كما يسمى ما قبل طلوع الشمس أول النهار باعتبار وحدته وأوائل النهار باعتبار تجزيه إلى أجزاء، ويسمى ما قبل غروبها آخر النهار، وأواخر النهار.
فيؤول معنى الآية إلى مثل قولنا: " وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل
(٢٣٦)
مفاتيح البحث: الوسعة (1)، الثناء (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»
الفهرست