تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ٢٣٥
تنزيهه تعالى عنها ولها نسبة بالاذن إليه تعالى وهي بهذه النسبة جميلة لا يترتب عليها إلا مصالح عامة يصلح بها النظام الكوني ينبغي أن يحمد الله ويثنى عليه بها.
وقوله: " قبل طلوع الشمس وقبل غروبها " ظرفان متعلقان بقوله: " وسبح بحمد ربك ".
وقوله: " ومن آناء الليل فسبح " الجملة نظيرة قوله: " وإياي فارهبون " البقرة: 40، والاناء على أفعال جمع إني أو إنو بكسر الهمزة بمعنى الوقت و " من " للتبعيض والجار والمجرور متعلق بقوله: " فسبح " دال على ظرف في معناه متعلق بالفعل والتقدير وبعض آناء الليل سبح فيها.
وقوله: " وأطراف النهار " منصوب بنزع الخافض على ما ذكروا معطوف على قوله: " ومن آناء " والتقدير وسبح في أطراف النهار، وهل المراد بأطراف النهار ما قبل طلوع الشمس وما قبل غروبها، أو غير ذلك؟ اختلفت فيه كلمات المفسرين وسنشير إليه.
وما ذكر في الآية من التسبيح مطلق لا دلالة فيها من جهة اللفظ على أن المراد به الفرائض اليومية من الصلوات واليه مال بعض المفسرين لكن أصر أكثرهم على أن المراد بالتسبيح الصلاة تبعا لما روى عن بعض القدماء كقتادة وغيره.
قالوا: إن مجموع الآية يدل على الامر بالصلوات الخمس اليومية فقوله: " قبل طلوع الشمس " صلاة الصبح، وقوله: " وقبل غروبها " صلاة العصر وقوله: " ومن آناء الليل " صلاتا المغرب والعشاء، وقوله: " وأطراف النهار " صلاة الظهر.
ومعنى كونها في أطراف النهار مع أنها في منتصفه بعد الزوال أنه لو نصف النهار حصل نصفان: " الأول والأخير وصلاة الظهر في الجزء الأول من النصف الثاني فهي في طرف النصف الأول لان آخر النصف الأول ينتهى إلى جزء يتصل بوقتها، وفي طرف النصف الثاني لأنه يبتدي من جزء هو وقتها فوقتها على وحدته طرف للنصف الأول باعتبار وطرف للنصف الثاني باعتبار فهو طرفان اثنان اعتبارا.
وأما إطلاق الأطراف - بصيغة الجمع - على وقتها وإنما هو طرفان اعتبارا فباعتبار أن الجمع قد يطلق على الاثنين وإن كان الأشهر الأعرف كون أقل الجمع في
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»
الفهرست