تعالى: " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما " قال عهد إليه في محمد والأئمة من ولده فترك ولم يكن له عزم فيهم أنه هكذا وإنما سموا أولى العزم لانهم عهد إليهم في محمد والأوصياء من بعده والمهدى وسيرته فأجمع عزمهم أن ذلك كذلك والاقرار به.
أقول: والرواية ملخصة من حديث مفصل رواه في الكافي عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن داود العجلي عن زرارة عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام يذكر فيه بدء خلق الانسان ثم إشهاد الناس على أنفسهم في عالم الذر وأخذ الميثاق من آدم عليه السلام ومن أولي العزم من الرسل بالربوبية والنبوة والولاية وإقرار أولي العزم على ذلك وتوقف آدم عليه السلام وعدم عزمه على الاقرار وإن لم يجحد ثم تطبيق قوله تعالى: " ولقد عهدنا إلى آدم " الآية، عليه.
والمعنى المذكور في الرواية من بطن القرآن أرجع فيه الاحكام إلى حقيقتها والعهود إلى تأويلها وهو الولاية الإلهية، وليس من تفسير لفظ الآية في شئ والدليل على أنه ليس بتفسير أن الآيات - وهي اثنتا عشرة آية - تقص قصة واحدة ولو حملت الآية الأولى على هذا المعنى تفسيرا لم يبق في الآيات ما يدل على النهي عن أكل الشجرة وهو ركن القصة عليه يعتمد الباقي، ولا يغني عنه قوله: " فلا يخرجنكما من الجنة "، وهو ظاهر، ولم يذكر النهي المذكور في سورة متقدمة نزولا على هذه السورة حتى يحال إليه وسورتا الأعراف والبقرة المذكور فيهما النهي المذكور متأخرتان نزولا عن هذه السورة كما سيجئ الإشارة إليه إن شاء الله.
وبالجملة فهو من البطن دون التفسير وإن ورد في بعض الروايات في صورة التفسير كروايه جابر السابقة ولعله مما اشتبه على بعض رواة الحديث فأورده على هذه الصورة وقد بلغ الامر في بعض الروايات إلى أن جعل ما ذكره الامام من المعنى جزء من الآية فصارت من أخبار التحريف كما في المناقب عن الباقر عليه السلام: " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل كلمات في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ذريتهم " كذا نزلت على محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ونظير هذه الروايات روايات أخر وقع فيها تطبيق قوله تعالى: " فمن اتبع هداي