تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ٢١٧
أنه صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك خوفا من النسيان وأنت تعلم أن نسيان الوحي لا يلائم عصمة النبوة.
وفي الدر المنثور أخرج الفاريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن الحسن قال: لطم رجل امرأته فجلاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تطلب قصاصا، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم بينهما القصاص، فأنزل الله " ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما "، فوقف النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلت " الرجال قوامون على النساء " الآية.
أقول: والحديث لا يخلو من شئ فلا الآية الأولى بمضمونها تنطبق على المورد ولا الثانية، وقد سبق البحث عن كليهما.
وفي المجمع روت عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إذا أتى على يوم لا أزداد فيه علما يقربني إلى الله فلا بارك الله لي في طلوع شمسه.
أقول: والحديث لا يخلو من شئ وكيف يظن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يدعو على نفسه في أمر ليس إليه، ولعل في الرواية تحريفا من جهة النقل بالمعنى * * * ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما (115) - وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا إلا إبليس أبى (116) - فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى (117) - إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى (118) - وأنك لا تظمؤا فيها ولا تضحى (119) - فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى (120) - فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»
الفهرست