أقول: وروى فيه أيضا ما يقرب منه عن محمد بن عماره عنه عليه السلام. وروى في الدر المنثور عن ابن عباس في قوله: كهيعص قال: كبير هاد أمين عزيز صادق - وفي لفظ - كاف بدل كبير، وروى عنه أيضا بطرق أخر: كريم هاد حكيم عليم صادق وروي عنه ابن مسعود وغيره ذلك، ومحصل الروايات - كما ترى - أن الحروف المقطعة مأخوذه من أوائل الأسماء الحسنى على اختلافها كالكاف من الكافي أو الكبير أو الكريم وهكذا غير أنه تلا يتم في الياء فقد أخذ في الروايات من الولي أو الحكيم أو العزيز كما في بعضها، وروي فيه عن أم هاني عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن معناها كاف هاد عالم صادق، وقد أهمل في الحديث حرف الياء، وقد تقدم في بيان الآية بعض الإشارة.
وفي تفسير القمي في قوله تعالى: " ولم أكن بدعائك رب شقيا " يقول: لم يكن دعائي خائبا عندك.
وفي المجمع في قوله: وإني خفت الموالي قيل: هم العمومة وبنو العم عن أبي جعفر عليه السلام، وقرأ على بن الحسين ومحمد بن علي الباقر عليهم السلام: " وإني خفت الموالي " بفتح الخاء وتشديد الفاء وكسر التاء.
أقول: وبه قرأ جمع من الصحابة والتابعين.
وفي الاحتجاج روى عبد الله بن الحسن بإسناده عن آبائه عليهم السلام أنه لما أجمع أبو بكر على منع فاطمة فدك وبلغها ذلك جاءت إليه وقالت له: يا بن أبي قحافة أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي؟ لقد جئت شيئا فريا. أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم؟ إذ يقول فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا " فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب " الحديث.
أقول: مضمون الرواية مروي بطرق من الشيعة وغيرهم، واستدلالها عليها السلام مبني على كون المراد بالوراثة في الآية وراثة المال، وقد تقدم الكلام في ذلك في بيان الآية، وقد ورد من طرق أهل السنة بعض ما يدل على ذلك ففي الدر المنثور عن عدة من أصحاب الجوامع عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يرحم الله أخي زكريا ما كان عليه من ورثة، ويرحم الله أخي لوطا إن كان يأوي إلى ركن شديد، وروي فيه أيضا عن الفاريابي عن ابن عباس قال: كان زكريا لا يولد له فسأل ربه فقال: