تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ٢٠٧
في غير الاحكام لا حجية فيها وخاصة ما كان مخالفا للكتاب منها كما تقدم.
وفي المحاسن بإسناده عن الوصافي عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن فيما ناجى الله به موسى أن قال: يا رب هذا السامري صنع العجل، الخوار من صنعه؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: إن تلك فتنتي فلا تفحص عنها.
أقول: وهذا المعنى وارد في مختلف الروايات بألفاظ مختلفة وعمدة الوجه في ذلك شيوع النقل بالمعنى وخاصة في النبويات من جهة منعهم كتابة الحديث في القرن الأول الهجري حتى ضربه بعض الرواة في قالب الجبر وليس به فإنه إضلال مجازاة وليس بإضلال ابتدائي. وقد نسب هذا النوع من الاضلال في كتابه إلى نفسه كثيرا كما قال: يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين " البقرة: 26.
وأحسن تعبير عن معنى هذا الاضلال في الروايات ما تقدم في رواية القمي:
" فقال يعني موسى: يا رب العجل من السامري فالحوار ممن؟ فقال: منى يا موسى إني لما رأيتهم قد ولوا عنى إلى العجل أحببت أن أزيدهم فتنة ".
وما وقع في رواية راشد بن سعد المنقولة في الدر المنثور وفيه " قال: يا رب فمن جعل فيه الروح؟ قال: أنا، قال: فأنت يا رب أضللتهم! قال: يا موسى يا رأس النبيين ويا أبا الحكام، إني رأيت ذلك في قلوبهم فيسرته لهم ". الحديث.
وفي المجمع قال الصادق عليه السلام: إن موسى هم بقتل السامري فأوحى الله سبحانه إليه: لا تقتله يا موسى فإنه سخي.
* * * كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا (99) - من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيمة وزرا (100) - خالدين فيه وساء لهم يوم القيمة حملا (101) - يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا (102) - يتخافتون بينهم إن
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست