عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشوني:
المائدة: 3 وقد استوفينا البحث عن معنى الآية فيما تقدم.
فالذي يهدي إليه الامعان في البحث أن المراد بالشجرة الملعونة قوم من المنافقين المتظاهرين بالاسلام يتعرقون بين المسلمين إما بالنسل وإما بالعقيدة والمسلك هم فتنة للناس، ولا ينبغي أن يرتاب في أن في سياق الآية تلويحا بالارتباط بين الفقرتين أعني قوله: " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة " وخاصة بعد الامعان في تقدم قوله: " وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وتذييل الفقرات جميعا بقوله ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا " فإن ارتباط الفقرات بعضها ببعض ظاهر في أن الآية بصدد الإشارة إلى أمر واحد هو سبحانه محيط به ولا ينفع فيه عظة وتخويف إلا زيادة في الطغيان.
ويستفاد من ذلك أن الشأن هو أن الله سبحانه أرى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم في الرؤيا هذه الشجرة الملعونة وبعض أعمالهم في الاسلام ثم بين لرسوله أن ذلك فتنة.
فقوله: " وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس مقتضى السياق أن المراد بالإحاطة الإحاطة العلمية والظرف متعلق بمحذوف والتقدير واذكر إذ قلنا لك كذا وكذا والمعنى واذكر للتثبت فيما ذكرنا لك في هذه الآيات أن شيمة الناس الاستمرار في الفساد والفسوق واقتداء أخلافهم بأسلافهم في الاعراض عن ذكر الله وعدم الاعتناء بآيات الله، وقتا قلنا لك ان ربك أحاط بالناس علما وعلم أن هذه السنة ستجري بينهم كما كانت تجري.
وقوله: " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن " محصل معناه على ما تقدم أنه لم نجعل الشجرة الملعونة في القرآن التي تعرفها بتعريفنا، وماء أريناك في المنام من أمرهم الا فتنه للناس وامتحانا وبلاء نمتحنهم ونبلوهم به وقد أحطنا بهم.
وقوله: " ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا ضميرا الجمع للناس ظاهرا والمراد بالتخويف اما التخويف بالموعظة والبيان أو بالآيات المخوفة التي هي دون الآيات المهلكة المبيدة، والمعنى ونخوف الناس فما يزيدهم التخويف الا طغيانا ولا أي طغيان كان بل