فوصل الفعل، ومثله قوله: " أن تسترضعوا أولادكم أي لأولادكم وقيل: إنه منصوب على التميز. انتهى.
وجوز في الكشاف كونه حالا من الموصول لا من المفعول " خلقت " كما قاله الزجاج، وقيل إن الحالية على أي حال خلاف الظاهر لكون " طينا " جامدا.
وفي الآية تذكير آخر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بقصة إبليس وما جرى بينه وبين الله سبحانه من المحاورة عند ما عصى أمر السجدة ليتثبت فيما اخبره الله من حال الناس انهم لم يزالوا على الاستهانة بأمر الله والاستكبار عن الحق وعدم الاعتناء بآيات الله ولن يزالوا على ذلك فليذكر قصة إبليس وما عقد عليه ان يحتنك ذرية آدم وسلطه الله يومئذ على من أطاعه من بني آدم واتبع دعوته ودعوة خيله ورجله ولم يستثن في عقده الا عباده المخلصين.
فالمعنى: واذكر إذ قال ربك للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا إبليس - فكأنه قيل: " فماذا صنع؟ أو فماذا قال؟ إذ لم يسجد فقيل: انه أنكر الامر بالسجدة وقال أأسجد - والاستفهام للانكار - لمن خلقته من طين وقد خلقتني من نار وهي أشرف من الطين.
وفي القصة اختصار بحذف بعض فقراتها، والوجه فيه أن السياق اقتضى ذلك فإن الغرض بيان العلل والعوامل المقتضية لاستمرار بني آدم على الظلم والفسوق فقد ذكر أولا أن الأولين منهم لم يؤمنوا بالآيات المقترحة والآخرون بانون على الاقتداء بهم ثم ذكره صلى الله عليه وآله وسلم أن هناك من الفتن ما سيفتنون به ثم ذكره بما قصه عليه من قصة آدم وإبليس وفيها عقد إبليس أن يغوي ذرية آدم وسؤاله أن يسلطه الله عليهم واجابته تعالى إياه على ذلك في الغاوين فليس بمستبعد أن يميل أكثر الناس إلى سبيل الضلال وينكبوا على الظلم والطغيان والاعراض عن آيات الله وقد أحاطت بهم الفتنة الإلهية من جانب والشيطان بخيله ورجله من جانب.
قوله تعالى: " قال أرأيتك هذا الذي كرمت على لئن أخرتن إلى يوم القيامة لاحتنكن ذريته الا قليلا " الكاف في " أرأيتك " زائدة لا محل لها من الاعراب وانما