تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٢ - الصفحة ٣٧٥
صبره انما هو بحول وقوة من ربه ثم يأمره بالصبر ولازم الامر قدرة المأمور على المأمور به ففي قوله وما صبرك إلا بالله إشارة إلى إن الله قواك على ما أمرك به.
وقوله: " ولا تحزن عليهم " أي على الكافرين لكفرهم وقد تقدم تفسير هذا المعنى سابقا في السورة وغيرها.
وقوله ولا تك في ضيق مما يمكرون الظاهر أن المراد النهى عن التحرج من مكرهم في الحال أو على سبيل الاستمرار دون مجرد الاستقبال.
قوله تعالى: " إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون " أي ان التقوى والاحسان كل منهما سبب مستقل في موهبة النصرة الإلهية وابطال مكر أعداء الدين ودفع كيدهم فالآية تعليل لقوله ولاتك في ضيق مما يمكرون ووعد بالنصر.
وهذه الآيات الثلاث أشبه مضمونا بالآيات المدنية منها بالمكية وقد وردت روايات من طرق الفريقين انها نزلت في منصرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أحد وسيأتي في البحث الروائي وان كان من الممكن توجيه اتصالها بما قبلها بوجه كما تصدى له بعضهم.
ومما يجب ان يتنبه له ان الآية التي قبل الثلاثة أجمع لغرض السورة من هذه الثلاث وان لايات السورة مع الاغماض عن قوله والذين هاجروا الآية وقوله " من كفر بعد ايمانه " إلى تمام بضع آيات وقوله وان عاقبتم إلى آخر السورة سياقا واحدا متصلا.
(بحث روائي) في تفسير القمي في قوله تعالى: " وضرب الله مثلا " الآية قال قال عليه السلام نزلت في قوم كان لهم نهر يقال له الثرثار وكانت بلادهم خصبة كثيرة الخير - وكانوا يستنجون بالعجين ويقولون هو ألين لنا فكفروا بأنعم الله واستخفوا فحبس الله عنهم الثرثار - فجدبوا حتى أحوجهم الله إلى أكل ما يستنجون به حتى كانوا يتقاسمون عليه أقول ورواه في الكافي عنه باسناده عن عمرو بن شمر عن أبي عبد الله عليه السلام مفصلا والعياشي عن حفص وزيد الشحام عنه
(٣٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 » »»
الفهرست